الحكومة المغربية وتوالي السنوات العجاف والأفق المظلم.
بقلم: عبد الحكيم البقريني.
وتتوالى الأيام والشهور وتستمر معاناة المواطن المغربي مع حكومة ادعت ورفعت شعار الاجتماعية والتي هي في حقيقة الأمر بعيدة كل البعد عما وعدت به من انتقال اجتماعي واقتصادي ، وبمنأى عن معالجة الظروف والمشاكل التي كان يتخبط فيها المواطن المغربي منذ عقود ، وانضافت إليها ما تجاهلته وما حملته هذه الحكومة من قرارات قد تدخلنا نفق السنوات العجاف.
فمع تنصيبها عم وساد الغلاء الفاحش واكتسح الساحة المغربية الشيء الذي أدى إلى تحطيم القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة التي انزلقت نحو الأسفل وأصبحت قاب قوس أو أدناه من عتبة الفقر. ولعل ما تطالعنا به المندوبية السامية للتخطيط من المؤشرات الصادمة لخير دليل على الواقع الهش الذي أصبح يعيشه السواد العام ، وتبرز حالة حكومة نجحت في رسم واقع مهترئ قائم على وأد تطلعات كل الفئات.
لقد استقر سعر البنزين في المغرب وأصبح الأعلى عالميا رغم ما يعرفه من تراجع في الأسواق العالمية، هذا الارتفاع انعكس على باقي السلع والمواد الاستهلاكية التي عرفت ارتفاعا صاروخيا لم يعهده المواطن المغربي من قبل. رغم هذه الوضعية فقد نهجت الحكومة التي تقول عن نفسها اجتماعية سياسة الآذان الصماء وادخلت البلاد وفقا مظلما، زادت من حلكته ما طفا من فضائح وزوابع أثارتها الصحافة كمباراة المحاماة أو فضيحة الغاز الروسي إن ثبتت.
لقد تنوعت وتعددت زلات وأخطاء وزراء حكومة أخنوش، وفي كل مرة نترقب تعديلا حكوميا يريح الشعب ويعطيه بريق الأمل، لكن لا شيء تحقق لتستمر المعاناة ويتعمق الجرح ويتعفن. فهل قدرنا أن ندخل السنوات العجاف من أبواب شرّعتها أبقار البرازيل ونعاج إسبانيا ؟ وهل ما زال هناك رمق للبقاء؟ أم أن الاحتضار غدا أدنى من حبل الوريد.