أخبار جهوية

” صوت الواحة … من تحت الرماد “

تقع مدينة زاكورة في الجنوب الشرقي للمملكة مما يجعل مناخها يغلب عليه الطابع الجاف وشبه القاحل عموما, وأيضا تشكو منطقة درعة من قلة التساقطات الشيء الذي يجعل طقسها حارا صيفا وجافا شتاء. كما لاحظنا في السنوات الأخيرة كثرة الحرائق ومن أسبابها قلة المياه والجفاف بصفة عامة. تعتبر حرائق الواحات في زاكورة من المشكلات البيئية الهامة في المغرب, والتي تنعكس سلبا هل على البيئة والاقتصاد المحلي لهذه المناطق.

ومن أجل إطلاع على ظروف مدينة زاكورة توقفنا حيث الساعة 8:00 صباحا على الحقول المجاورة لبلدة تنسيخت التي تبعد بحوالي 33 كيلومترا من بوزروال والتي شهدت حرائق خلال العام الماضي التي جعلتها تفقد جمالها ويفقد أهل المنطقة ثمارها. زاكورة المعروفة بالنخيل وثمار ذات جودة عالية من شتى الأصناف, أدى ذلك إلى الهجرة حيث لوحظ خلال العام الماضي تزايد الهجرة شيئا فشيئا لأنهم فقدوا المورد الأساسي للاستقرار.

تعد النخلة الشجرة المباركة هي التي تميز واحة درعه بشكل أساسي وتمثل ما يزيد عن 90% من الغطاء النباتي للواحة.

هذه الشجرة التي تحتاج لسنوات عديدة لتنمو وتعطي ثمارها بالإضافة إلى ذلك تعتبر موروثا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا بالدرجة الأولى لكل سكان واحة درعة حيث رافقتهم طيلة مدة استقرارهم بها وعاصرت أجيالا عديدة وعاشت أحداثا مهمة في تاريخ واحة درعة هذا الارتباط القوي بين الإنسان الواحي والنخيل يظهر جليا في كل ممارسته اليومية ويشكل عنصرا أساسيا لاستقراره، فهو مورد عيشيه.

هذه الواحة التي تشكلت عبر زمن طويل تعاني الآن من موجة جفاف وقلة التساقطات وتغيرات مناخية أثرت سلبا على غطائها النباتي حيث تحول في غضون سنوات قاحلة لونها الأخضر إلى بني تغيرت معه عقلية سكان درعة الذين أصبحوا يميلون لهجرة جماعية تاركة حقولهم يابسة.

ومع توالي سنوات الجفاف تحولت تلك الواحة التي عمرت عقودا طويلة إلى مناطق مهجورة موحشة ليس فيها حياة مما جعلها عرضة لظواهر أخرى أهمها الحرائق.

هذه الحرائق التي توفرت لها كل الظروف الملائمة لاندلاعها من واحة ميتة ودرجة حرارة مرتفعة ورياح قوية وجفاف وتصحر وعورة المسالك و شساعة الإقليم وهجرة السكان كل هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة نتج عنها عدة حرائق كارثية قضت في غضون ساعات قليلة على هكتارات من نخيل و أشجار مثمرة يتطلب نموها سنوات عديدة.

ويبقى السؤال المطروح دائما عن السبب الحقيقي في اندلاع الشرارة الأولى لكل حريق والتي تبقى في أغلب الأحيان مجهولة إلا بعض الاحتمالات الممكنة نذكر منها:

تدخل إنسان في اندلاعها عن غير قصد بترك رماد مشتعل أو عدم التحكم في إشعال النيران لغرض حرق مخلفات فلاحية أو بقصد وهذه الحالة لا بد لها من توفر دليل مادي لإثباتها .

يعتبر أيضا عدم التخلص من بقايا السجائر من بين الأسباب الواردة لاندلاع الحرائق. ومن بين الاحتمالات الأخرى ظواهر طبيعية مثل الصواعق. الحرائق مثل جميع الكوارث ينتج عنها خسائر مادية تتمثل أساسا في اندثار الغطاء النباتي وانخفاض إنتاج التمور الذي يعتبر المورد الأساسي لعيش الساكنة هذا الانخفاض تنتج عنه هجرة وحيدة الاتجاه نحو المدن من أجل البحث عن حياة أفضل.

وكل هذا يتطلب حلولا وتدابير لتفادي هذه الحرائق. يوجد العديد من الطرق الوقائية لمنع حدوث الحرائق, ومن أهم هذه الطرق:

إطفاء النار في المخيمات بعد استعمالها وتجنب رمي أعقاب السجائر من نافذة السيارة توخي الحذر عند استعمال السوائل السريعة الاشتعال واستخدام الألعاب النارية فقط في الأماكن التي لا يوجد فيها مواد قابلة للاشتعال , الإبلاغ الفوري في حال حدوث حرائق لا يمكن السيطرة عليها.

في لقاء عقده طاقم الصحفيين الشباب مع السيد إبراهيم الفزني مدير مركز الاستثمار الفلاحي فرع تنزولين الذي صرح بما يلي يعتبر حل مشكلة اندلاع الحرائق بإقليم زاكورة من أولويات القطاع الفلاحي حيث سخر له مجموعة من الإمكانيات المادية والبشرية استهدفت بالخصوص تنقية الأعشاش والنقاط المهجورة المسببة في اندلاع الحرائق وأيضا القيام بحملات توعية لفائدة الفلاحين بالخصوص من أجل محاربة أسباب الحرائق وطرق تدبير المخلفات الفلاحية والتخلص منها بطرق آمنة ويبقى دور الأجيال القادمة في الحفاظ على هذا الموروث من الانقراض ومواجهة الحرائق التي تهدده.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى