الصحافة التي نريد
بقلم: عبد الحكيم البقريني
الصحافة مرآة الشعوب، النافذة التي من خلالها يطل الشعب على العالم، ومن خلالها يعبر عن معاناته، ويتطلع لما يصبو إليه. لذلك عدّت مكانتها مهمة، ولقّبت بالسلطة الرابعة.
مع انتشار التفاهة وامتدادها، غزت الصحافة أيضا، فحادت هذه الأخيرة عن رسالتها، فما عادت تعبّر عن الهموم، ولا تنقل التطلعات… غرقت هي الأخرى في الرداءة، وتعقّبت سفاسف الأمور بعدما أدارت الظهر للقضايا الكبرى.
كانت الصحافة مصدرا للتعلمات، ومرجعا للمقررات الدراسية، فلطالما اعتمدت الوزارات المتعاقبة نصوص الصحفيين وما ينشر من مواد أدبية نصوصا أثناء تأليف أو مراجعة المقررات الدراسية.. فما عساها أن تلتقط من نصوص العشرية الأخيرة؟
الصحفي كائن حقوقي؛ ينقل الحقائق ويرسم الحلم والتطلّعات، يدافع عن الحقيقة بعيدا عن التجريح، وبمنأى عن المحاباة.. وكل خروج عن هذا الإطار يعدّ زيغا عن الرسالة النبيلة.
ويبقى الحلم قائما، والأمل معقود على الثلة القليلة من الصحفيين الملتزمين بقضايا الشعب، المتشبعين بالقيم الوطنية القائمة على حب الأفراد، والاستعداد للدفاع عن القضايا الكبرى للمواطن والوطن، بعيدا عن الرداءة والاسفاف، وتلك هي الصحافة التي نريد، وهي الرسالة النبيلة التي من أجلها ظهر هذا الجنس الأدبي.