تلاميذ بطعم آخر
بقلم : عبد الحكيم البقريني
هل تحققت نبوءة المرحوم محمد ݣسوس ؟ ألسنا بين جيل الضباع ؟ جيل الإنشطار !؟ . تلاميذ تائهون بين جوانحهم ، منهم المدخن ، والمعرقل للدروس ، والمتمرد على حرمة المؤسسة ، ومنهم من لا رغبة له ، يتغيب متى شاء ، وإن حضر ، لا يحمل لوازمه … تلاميذ قلّما يتناقشون .. يتحاورون في أمور ثقافية أو اجتماعية أو سياسية . تراهم ينطون كقردة ، يرتمون على بعضهم كجراء . يصدرون أصوات الحيوانات بالممرات ، وفي الساحة ، وأحيانا بالأقسام … وإن سألت بعضهم ، أو استفسرته عن السلوك والتصرف ، نظر ، وبصر ، فامعن هامسا : لم أشعر حينما أصدرت الصوت . أليس جيلا منشطرا ؟. لا زاد معرفي بالهمم ، كل المواضيع لا علم لهم بها .. حتى صغائر الأمور ، وربما تجدهم يجهلون حتى وظائف أعضاء جسمهم .. إنهم الكتل اللحمية والشحمية والعظمية المتحركة ، قادها القدر لتلج الفضاء المدرسي ، وترتدي حبة التلاميذية ، والعلم والمعرفة منهم براء .
وحتى لا نكون من دعاة العدمية ، تبزغ بين الفئة الطائشة / المنشطرة ثلة بررة ، شموع أمل ، تجعل المدرس يلعن الظلام ، ويبحر معهم في عالم التربية ، واكتساب التعلمات .. يثلجون الصدر ، رغبتهم متقدة ، وحماسهم يانع ، وجدهم واضح وبين … خلفهم أسرة داعمة ، حاضنة ، حاضرة . عكس الفئة الأولى حيث رفعت الأسرة راية الاستسلام ، ورمت بالمسؤولية على الأطراف الأخرى … لهؤلاء أقول : كفاكم إنجابا ، فإن كنتم غير قادرين على التربية ، فتوقفوا عن الإنجاب ، إذ البلد في حاجة للأسوياء ، للعقلاء ، للإنسان .. للإنسان السوي ، وعماد ذلك التربية ، التربية المنطلقة من البيت … فالأم مدرسة ، والأب قدوة . ذاك ما تعلمناه ، وخبرناه من مدرسة الحياة .
إلى أين نسير ؟ جرح المنظومة التعليمية تعفن ، وحان وقت القطع وبتر ما فسد .. المدرسة فضاء للتحصيل الدراسي ، وبناء الإنسان المفيد للمجتمع وللوطن ولنفسه طبعا . فكفانا هدرا للزمن ، ولنجعل المدرسة فضاء تربويا مصلحا صالحا ، لا إصلاحية .