فن وثقافية

وزارة التربية الوطنية المغربية تُدخل الهيب هوب إلى المدرسة: تكوينات للأساتذة والمفتشين في الأفق.

بقلم: عبد الحكيم البقريني

في خطوة غير مسبوقة تثير الجدل والإعجاب في آنٍ واحد، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب عن عزمها تنظيم دورات تكوينية في فن الهيب هوب لفائدة المفتشين والأساتذة، وذلك ضمن مشروع إدماج الفنون الحضرية في المنهاج التربوي للمدرسة المغربية الجديدة.

ويأتي هذا القرار في إطار جهود الوزارة لتحديث المنظومة التعليمية والانفتاح على تعابير ثقافية معاصرة تهم فئات واسعة من التلاميذ، خاصة في الوسط الحضري. وتستهدف التكوينات التي ستُشرع في تنظيمها ابتداءً من الموسم الدراسي المقبل، إطلاع الأطر التربوية على أسس هذا الفن وتاريخه وتقنياته، وكيفية توظيفه بطرق تربوية داخل الفصول الدراسية.

وأكد ت بعض المصادر أن “الهيب هوب ليس مجرد موسيقى أو رقص، بل هو ثقافة كاملة يمكن استثمارها في تقوية شخصية التلميذ، وتعزيز التعبير الذاتي، ونشر قيم مثل التسامح، والمثابرة، واحترام الآخر”. وأضافت أن هذا التوجه يندرج في إطار تنفيذ مقتضيات النموذج التنموي الجديد الذي يدعو إلى مدرسة منفتحة ومواكبة لتحولات المجتمع.

سيشمل البرنامج التكويني، وفق المعطيات المتوفرة، ورشات في الرقص التعبيري، والكتابة الإبداعية (الراب)، والغرافيتي، إلى جانب جلسات تأطير بيداغوجي حول كيفية إدماج هذه الأنشطة في الحياة المدرسية، خاصة في أندية المؤسسة وأنشطة الدعم التربوي.

وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل متباينة في الأوساط التربوية والثقافية. ففي حين رحّب بعض الفاعلين التربويين بالفكرة واعتبروها جسراً للاقتراب من اهتمامات المتعلمين، عبر آخرون عن تحفظهم، مشددين على ضرورة التركيز على الأساسيات قبل إدراج عناصر قد تُعتبر دخيلة على الفضاء المدرسي.

وقد عبر أحد الداعمين المشاركين في مرحلة الإعداد للمشروع أن “المدرسة المغربية اليوم مدعوة إلى تجاوز أنماطها التقليدية، والبحث عن آليات جديدة لجذب التلميذ وتحفيزه على الإبداع والمشاركة”. وأشار إلى أن نجاح هذا النوع من المبادرات رهين بتأطير علمي دقيق يضمن الفعالية ويُجنب الابتذال.

بين الانفتاح على ثقافات العصر والحفاظ على الهوية التربوية، تضع وزارة التربية الوطنية المغربية قدمها على طريق يبدو جريئًا ومليئًا بالتحديات. فهل ينجح الهيب هوب في أن يصبح أداة تعليمية فاعلة في المدرسة المغربية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى