مدينة الجديدة تفتقد للمراحيض العمومية
علال بنور
تشكل المراحيض مرفقا عموميا كباقي المرافق العمومية، بل وجودها تعبير عن سلوك حضاري في الدول التي تحترم مواطنيها، نظرا لارتباطها بتربية ونظافة المواطن والمدينة معا، وبالتالي، المحافظة على بيئتها ورونقها، كما ان المراحيض بالإضافة الى انها سلوك مدني فهي حق من حقوق الانسان، وتعبير عن مستوى حضاري لساكنة المدينة. لا شك ان المراحيض تعتبر من بين الاختراعات التي انجزتها الحضارة البشرية، واستمر وجودها عبر التاريخ الى اليوم، فهي مرفق ارتبط بأسلوب الحياة المدنية، بل هناك شعوب اسيا تعتبر المرحاض مكان مقدس، يستلزم نظافة خاصة ويحظى بعناية كباقي غرف المنزل بل وأكثر.
في غيابها، يجد الساكن والزائر والسائح صعوبة لقضاء حاجياته البيولوجية، الشيء الذي يضطره الى التبول والتغوط على حيطان المحطة الطرقية والحدائق، وبالقرب من بعض البنايات الإدارية والبنايات المتخلي عنها، والازقة المظلمة وعلى حيطان المأثر التاريخية.
فالحاجة البيولوجية، هي حالة اضطرارية لا تتطلب التأجيل، فهي تجعل الزائر في وضعية خجل، فيضطر للبحث عن أي مكان لقضاء حاجته من التبول والتغوط، خاصة إذا كان يعاني من مرض السكري، فعندما يجد الزائر نفسه في زحمة الشارع او السوق او الاستجمام في البحر يكون امام موقف مخجل.
وباعتبار، ان مدينة الجديدة، مدينة سياحية يفد اليها، خاصة في فصل الصيف، العديد من المصطافين والسواح من المدن الداخلية، والمهاجرين المغاربة بل والأجانب، نجدهم يلجؤون الى المقاهي، باعتبارها المكان للممكن لقضاء الحاجة البيولوجية، وهكذا أصبحت المقاهي تلعب دور البديل لغياب المراحيض العمومية بالمدينة.
تتوفر الجديدة على ثلاثة مراحيض موسمية، تفتح للزوار فقط في فصل الصيف، يقوم بكرائها المجلس الجماعي للمدينة، تتواجد على طول الكرنيش الممتد من مقر البلدية الى القرب من “فندق ابيس”، وعندما نبهنا المقيمين على تلك المراحيض البئيسة بتعليق تسعيرة، وجدنا ورقة غير رسمية معلقة، كتب عليها الدوش ب 5 دراهم والمرحاض 2 دراهم. لكن وظيفتها الاجتماعية تبقى مؤقتة فتغلق في باقي فصول السنة.
وفي جولة بأزقة وشوارع المدينة، كانت دهشتنا باستغراب، وجدنا روائح مقززة بشارع محمد السادس وهو شارع له رمزيته، على جدران بريد المغرب وعل جدران نقابة مقابلة له رائحة البول، كما وجدنا على جدار بناية مهجورة، كانت في السابق متجر لبيع السيارات قرب محطة المحروقات بنفس الشارع، تفوح منها رائحة البول، اما الحديقة التي هي الأخرى تتواجد بنفس الشارع، يصعب على الزائر المرور منها بانتشار الروائح الكريهة.
ففي غياب استحضار رؤية اجتماعية في البرامج والمشاريع لدى المسؤولين عن الشأن المحلي للمدينة، تغيب المراحيض العمومية، كما يغيب فهم أهميتها للنسيج الحضري، فلا شك، ان المراحيض العمومية، لها أهمية بيئية لنظافة وجمالية مدينة الجديدة.
وهكذا، يبدو ان المجلس الجماعي للمدينة، لم يول أي اهتمام للمراحيض العمومية، فهي جزء أساسي من بين المرافق العامة، كجزء من البنية التحتية لمدينة الجديدة. نتمنى مستقبلا ان يدرج المجلس الجماعي في مشاريعه بناء المراحيض في الشارع العام. كما يهتم اليوم بتعبيد شوارع المدينة ونقل المحطة الطرقية بالمقرب من محطة القطار.