بقلم: عبد الحكيم البقريني
العنوان عبارة انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبعض الدول الأوروبية، هي دعوة للتوقف عن دفع الجاهلين ليكونوا في الطليعة لما يمثلونه من خطورة على الناشئة والشباب في سن المراهقة. هؤلاء أو صناع التفاهة الجدد أو ما يطلق عليه الاستهبال وشعارهم: ” ارقص، اصرخ، اقفز، أصدر أصواتا غريبة، تكلم بكلام لا معنى له…” وفي المحصلة والنتيجة: أخلاق تنحدر وثقافة تتسطح وجيل ضائع…
دعوة الرافضين لعولمة التفاهة تأتي تماشيا مع كتاب ” la médiocratie ” أو ” نظام التفاهة ” للفيلسوف الكندي Alain Deneault ألان دونو الذي حلل نظام التفاهة الذي تمكن من الفئات الهشة وامتد حتى للفئات المثقفة في كثير من الحالات.
المغرب ليس بمنأى عن صناعة التفاهة والتافهين، بل وسائط التواصل الاجتماعي تعج بمن اتخذ الاسفاف سبيلا للسفه ونشر ثقافة السطحية، وأحيانا تستعين المؤسسات العمومية بمثل هؤلاء للقيام بالحملات التحسيسية والاشهارية لمشاريعها وبرامجها، متناسية أن هؤلاء ينفثون سموما في المجتمع بضرب القيم ونشر التسطح وإنتاج جيل ضائع منشطر. فهل ستتدارك الحكومة المغربية الموقف وتعلن: “توقف عن جعل الناس الأغبياء مشهورين” خدمة ورغبة في إرساء جيل منتج للتنمية؟
العولمة الاقتصادية طاحونة لا ترحم، ولا يمكن مقاومتها إلا بالتنمية القائمة على العلم والقيم، وفي غياب اهتمامنا ببناء الأفراد على أسس متينة، مبنية على الأخلاق والقيم، متشبعين بالعلم سنبقى على هامش الحياة وخارج الزمن الراهن. لذا فإننا ندق ناقوس الخطر ونقول كفى من التفاهة ومن دعم التافهين. وليكن في علم الفاعلين السياسيين أن التنمية الحقيقية رهينة بعدد المواطنين الصالحين… فلنعلن جميعا وبكل لغات العالم: stop making stupid people famous.