أخبار جهوية

اجعيدي”..صياغة سياسات بمعزل عن الواقع بجماعة اجعيدات.!

الرحامنة:اسماعيل البحراوي
في مشهد يُعيد طرح إشكالية تدبير الشأن المحلي،أثارت خطوة رئيسة جماعة اجعيدات، السيدة فاطمة الزهراء اجعيدي، جدلًا واسعًا بعدما اقترحت خلال دورة فبراير العادية لهذه السنة،اقتناء سيارة لنفسها على حساب ميزانية الجماعة،ورغم أن الطلب قوبل بالرفض من قبل السلطات المحلية، بسبب أولوية الحاجيات التنموية والبنيات التحتية في الجماعة، إلا أن الحادثة تكشف خللًا بنيويًا في ترتيب الأولويات داخل مجلس تقوده امرأة لم تُقدّم لساكنة اجعيدات سوى ترسنة من الوعود والاماني.
و بدلًا من الاشتغال على ملفات حيوية مثل التشغيل، التعليم،الصحة، أو تشجيع المقاولات المحلية، تُوجّه رئيسة المجلس الموارد نحو امتيازات لا تلمس المواطن، مما يُضعف ثقة المواطنين ويُعمق الفجوة بينه وبين الفاعل السياسي.
إن جماعة اجعيدات، لا تعاني فقط من الخصاص التنموي، بل من غياب واضح في ترتيب الأولويات وملامسة الواقع الفعلي للساكنة… وبينما تنتظر الساكنة تحسين البنيات الأساسية،وتجويد الخدمات الصحية والتعليمية، تنشغل اجعيدي بقضايا جانبية لا تُجيب عن الأسئلة الحقيقية.
إن تجاوز هذا الوضع يقتضي إرادة سياسية محلية جادة، ونخبًا تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، لأن التنمية لا تبدأ بالمشاريع الضخمة، بل بقراءة دقيقة للحاجيات العاجلة والضرورية للناس. وفي النهاية، لا تنمية بدون إنصات، ولا ثقة بدون فعل.
فالمواطن الرحماني بجماعة اجعيدات،لا يشعر بالامان السياسي، مغلوب عن أمره،اذ يتخذ موقع المتفرج الغاضب أمام قرارات لا تلمسه .
إذا أرادت “اجعيدي” أن تتقدم فعليًا بالتنمية،فعليها أن تقطع مع منطق “التحايل السياسي”، وتعتمد ترتيبًا واقعيًا للأولويات، لإن الزمن السياسي باجعيدات لا يحتمل مزيدًا من الإهدار. فإما أن تتجه البوصلة نحو الأولويات الحقيقية،أو تظل تدور في فلك القضايا الهامشية التي تُفرّغ السياسة من معناها، وتزيد من فجوة الثقة بين المواطن و سياسة المرأة،كإلحاح رئيسة المجلس على اقتناء سيارة بمبلغ مالي يقارب 30 مليون سنتيم،في حين أنه من الضروري برمجة مشاريع تنموية كتعبيد المسالك،ربما للحفاظ على سلامة سيارة الرئيسة التي تستغلها لمصلحة المواطن،لا السفر بها إلى مدينة مراكش كل مساء من اجل عقد لقاءات خاصة لا تثمر أي مصلحة لساكنة اجعيدات،إلا اهدار المال العام وزيادة تأزيم الوضع التنموي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى