استيراد العجول مظهر من مظاهر فشل مخطط المغرب الأخضر .
بقلم : عبد الحكيم البقريني .
نهج المغرب منذ أكثر من عقد سياسة فلاحية تحت يافطة : ” المغرب الأخضر ” حققت ما حققته من نتائج بادية بشكل جلي ، وبالمقابل نتج عن المخطط سلبيات لا يمكن حجبها وطمسها .
على مستوى إنتاج المواد الاستهلاكية من خضر وفواكه توجه المخطط للتصدير ، واعتماد فلاحة مستنزفة للموارد المائية ومن بينها البطيخ الأحمر والأفوكا وغيرها من المنتجات التي تتطلب الكثير من الماء . وإن كان هذا النمط الإنتاجي جالب للعملة الصعبة عند التصدير ، فإنه مستنزف للفرشة المائية ، ومشجع على القضاء النهائي على الفلاحين الصغار بالمغرب .
لقد اضمحلت فئة الفلاحين الصغار فتوالي سنوات الجفاف ، وغلاء المواد العلفية ، والأسمدة الكيماوية ، دفع الكثير منهم لهجر الأرض ، والتخلي عن قطعان الماشية ، وأحيانا تفويت الأرض للملاكين الكبار الذين ينتظرون الفرصة ..
لقد تحولت معظم البوادي لبؤرة بطالة وبؤس .. فقطيع الماشية يكاد ينقرض لغلاء الأعلاف ومحدودية الإنتاج الفلاحي المحلي ، وتوالي سنوات الجفاف ، وغلاء الأسمدة الكيماوية ، وغياب الدعم لهؤلاء البؤساء ، وتوجيهه للفلاحين الكبار الذين تضاعف سهم معاملاتهم المالية ..
إن استيراد المغرب للعجول يشكل مظهرا من مظاهر فشل مخطط المغرب الأخضر ، فمن العيب ان تنهج سياسة فلاحية على مدار أكثر من عقد دون أن تحقق الاكتفاء الذاتي ، وتلجأ لاستيراد العجول للذبيحة .. إن هذا الأمر يعزى لوضع القرى والتي تحولت لنقط فقر وبؤس ، فقطيع الماشية يكاد يختفي لنظرا لنذرة الأعلاف وغلائها إن وجدت ، وغياب الدعم والتشجيع لساكنة البادية المغربية .
إن سياسة المغرب الأخضر ، وإن كانت قد حققت نتائج إيجابية على مستوى الإنتاجية فإنه قد قضى على الفلاحين الصغار بالبوادي المغربية ، وحولهم لطبقة فقيرة بعدما فقدوا قطيع ماشيتهم ، وعدم قدرتهم على المنافسة الزراعية ، والقضاء على جل منتوجاتهم التقليدية ، وفي مقدمتها التين الشوكي .