بني وليد: تأجيل احتجاج ساكنة الجبال بعد تدخل قائد المنطقة وتفهمه لمطالب التمثيلية المحلية

بقلم: عبد الحكيم البقريني
قررت ساكنة جبال بني وليد، التابعة لإقليم تاونات، تأجيل الحراك الاحتجاجي الذي كان مبرمجا تنظيمه خلال الأسبوع المقبل، وذلك بعد تدخل مباشر لقائد المنطقة واستماعه إلى ممثلي الساكنة في لقاء تواصلي وصف بالإيجابي.
وجاء هذا القرار بعد سلسلة من الاجتماعات التنسيقية بين مختلف فعاليات المجتمع المدني وممثلي الدواوير المتضررة، والتي كانت تستعد للخروج في وقفة احتجاجية للتنديد بجملة من الإكراهات التي تعاني منها المنطقة، وعلى رأسها ضعف البنية التحتية، وتردي المسالك الطرقية، وصعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وماء صالح للشرب.
وأكد مصدر محلي أن قائد المنطقة قام بزيارة ميدانية لبعض النقط الحيوية بالجبل، حيث استمع بانتباه لمطالب السكان، وأبدى تفهّما واضحا للأوضاع التي يعيشونها، مع التزامه بنقل هذه الانشغالات إلى الجهات المختصة ومتابعة الملف في إطار القانون والمسؤولية.
في تصريح لـ”الحوار بريس”، عبّر أحد ممثلي الساكنة عن أملهم في أن تترجم هذه الوعود إلى إجراءات ملموسة، مشيرا إلى أن قرار تأجيل الحراك لا يعني تراجُعا عن المطالب، بل هو “منحٌ للجهات المسؤولة فرصة لإثبات حسن النية واتخاذ خطوات عملية”.
من جانبه، أشاد أحد النشطاء المحليين بروح الحوار التي طبعت اللقاء، مؤكدا أن التهدئة الحالية تبقى رهينة بسرعة الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة، خصوصا مع اقتراب الموسم الشتوي الذي يشهد فيه سكان الجبال عزلة متفاقمة.
ويُعد تدخل السلطات المحلية في هذا التوقيت إشارة إيجابية نحو تبني مقاربة تواصلية بدل المقاربة الأمنية في التعامل مع احتجاجات الساكنة القروية، التي تعاني منذ سنوات من التهميش وضعف التنمية.
ويُنتظر أن تعقد جلسة تقييمية خلال الأسابيع المقبلة بين السلطة المحلية وممثلي الساكنة لمتابعة مخرجات اللقاء، وتحديد الأجندة الزمنية لتنفيذ الوعود المطروحة.