الرئيسية

الحرب والاستعمار على الجزائر: بين الخيانة ودعم المقاومة المغربية

يعتبر غزو الجزائر لسنة 1830 الذي شكل بداية التوسع الفرنسي الاستعماري، استغلت من خلاله فرنسا خلافا بسيطا بين الداي العثماني ودبلوماسي فرنسي لتبرير حملة عسكرية بهدف السيطرة على الجزائر. ورغم المقاومة البطولية بقيادة الأمير عبد القادر والباي أحمد، التي عانت منها من خلال تحديات داخلية وخارجية أضعفت موقفها.
حيث لعب المغرب دورا بارزا في دعم المقاومة الجزائرية من طرف السلطان: عبد الرحمن العلوي سنة 1841، حيث قدم السلطان: عبد الرحمن العلوي الذي حكم بين 182. مول ذخيرة ومقاتلين للمساعدة في تدريب ودعم قوات الأمير عبد القادر الجزائري ، هذا التعاون عكس العلاقات التاريخية بين الشعبين، والروح التضامنية التي جمعت المغاربة والجزائريين في مواجهة الاحتلال.
رغم صمود المقاومة، إلا أن بعض القيادات المحلية اختارت مصالحها الشخصية وأبرمت اتفاقيات مع الفرنسيين، مما أسهم في تقويض المقاومة وإضعافها. كانت هذه الخيانات عاملا مباشرا في استسلام الأمير عبد القادر عام 1847 بعد سنوات من الكفاح.
أدى الاحتلال الفرنسي إلى مآسٍ إنسانية، حيث قتل أكثر من 825,000 جزائري بين عامي 1830 و1872 نتيجة المعارك والأمراض. كما تسببت السياسات الاستعمارية في تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية وتهجير السكان.
استفادت فرنسا من تجربتها في الجزائر لتطوير تقنيات قمعية استخدمت لاحقا في إدارة الثورات داخل أراضيها، مما جعل الجزائر نموذجا لتطبيق السياسات الاستعمارية القمعية.
الحرب الفرنسية على الجزائر لم تكن مجرد غزو عسكري، بل كانت نموذجا للاستعمار القائم على القمع والخيانة. ومع ذلك، استمرت روح المقاومة بفضل دعم إقليمي من دول مثل المغرب، مؤكدة أن النضال ضد الاحتلال يظل درسا في رفض الخضوع والاستسلام.
لماذا خرجت الدولة العثمانية من الجزائر؟
دخل العثمانيون الجزائر عام 1516 بناءً على طلب الجزائريين لحمايتهم من الخطر الإسباني، ونجحوا في طرد الإسبان واستمروا في حكم البلاد حتى عام 1830.
رغم اعتبارهم قوة حماية، تحول الحكم العثماني إلى نظام هيمنت فيه النخبة على السلطة والثروات، مما أدى إلى تهميش السكان وتزايد التوتر الداخلي. كما أصبحت الجزائر مركزا للقرصنة، ما أثار هجمات متكررة من دول أوروبية مثل فرنسا وإنجلترا والدنمارك. حيث ركزت كل هذه الاحداث مند بداية سنة 1830، التي ستغلت فيها فرنسا حادثة دبلوماسية لغزو الجزائر، منهية الحكم العثماني لتبدأ استعمارا استمر 132 سنة حتى الاستقلال من الاستعمار الفرنسي لسنة 1962، بمساعدة المملكة المغربية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى