أخبار وطنية ودولية

الدخول المدرسي : هل هو رحلة صيف وخريف فقط..؟

بقلم حسن برني زعيم

ما يلاحظ من تصريحات المواطنين وأسئلة بعض الإعلاميين أن الدخول المدرسي هذا العام يثقل كاهل الطبقة غير الغنية بسبب تراكم مصاريف العطلة الصيفية ومصاريف أدوات وواجبات الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، وكأن أجتماع الدخول المدرسي بعطلة الصيف حالة استثنائية ، في حين أن فصل الصيف لم يتزحزح من مكانه ولم يتقدم وأن موعد الدخول المدرسي لم يتأخر أو ينتظر .

 

وهكذا نرى أن أزمة الصيف والدخول المدرسي هي جزء من أزمة مزمنة بالنسبة للفئات غير الغنية والفقيرة والهشة ، وأن حدة أزمة المصاريف وشدتها ليست موسمية ولا فصلية وإنما هي مستمرة عبر الفصول الأربعة؛فمصاريف السكن والتطبيب والغذاء والكساء والتعليم هي مصاريف ثابتة تنخر الجيوب الفقيرة على مدار العام صيفا وخريفا وشتاء وربيعا ،وقد ازدادت حدة المتاعب على الطبقات الفقيرة منذ جائحة كورونا وما صاحبها من تسريح للعمال وطرد وتعسف وارتفاع للأسعار لم يسبق له مثيل عبر تاريخ المغرب .كما أن الحكومة الحالية باتت عاجزة عن تدبير الأزمة الاجتماعية الحقيقية التي يعيشها المغاربة المنتمون إلى الطبقات المتوسطة وما تحتها .

 

ولذلك ، فإن بعض الإعلاميين والمواطنين حينما يربطون معاناة الفقراء مع الدخول المدرسي بالعطلة الصيفية ومصارفها فإنهم يصرفون النظر عن الموضوع الجوهري وهو عجز الحكومة عن تدبير الشأن العام في المجال الاجتماعي ويعطونها فرصة للهروب وتبرير عجزها هذا.

 

فبنظرة عابرة إلى مستشفياتنا العاجزة عن أداء واجبها وطرقنا التي ترهلت وتبددت جوانبها وأسواقنا المطبوعة بالفوضى والمضاربات والاحتكار ،نستنتج أن الأزمة الاجتماعية أعمق وأوسع من أن نربطها بالدخول المدرسي والعطلة الصيفية التي يقضيها الفقراء في بيوتهم أو على الشاطئ يحاربون تجار المظلات والكراسي .

 

إن على الحكومة أن تعالج القضايا الاجتماعية بنظرة شمولية ولا تعلق فشلها ،مرة على الصيف، وأخرى على الشتاء ، وعليها أن تعلم ، أيضا، أن المواطنين لا يمكن أن يقتنعوا بوجود علاقة بين برميل النفط وأعلاف الخروف !!!!.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى