علال بنور.
اتوصل بالعديد كصحافي، من الاخبار او ارصدها في عين المكان، تلك التي تمس الحياة اليومية للمواطن بكازابلانكا، كقضية الازبال والتشجير والتنخيل والاجرام، وكثرة الباعة الجائلين وازدحام الشوارع، خاصة في فترة الذرة، نظر للأفق الضيق للمهندس الجماعي، غالبا ان قرارات مجلس المدينة او ما يسمى حاليا بالمجلس الجماعي. لا يعطي لهذه القضايا حقها من الاهتمام والبحث عن حلول جدرية وليست ترقيعية.
اليوم اريد ان اتير قضيتان جديدتان على المدينة، المسالة الأولى، باعتبار ان المدينة أصبحت تعرف بمدينة المال والاعمال، فأنشئ فيها حي جديد عرف بالقطب المالي كازا انفا كان يعرف سابقا بمطار انفا، اليوم عرف بالقطب المالي، به عمارات شاهقة تحتوي مقرات إدارية ومالية وسكن راقي، به مجال اخضر جميل ويمر بوسطه سكة ترام واي، كما ان هذا الحي لا زال جزءا من مساحته في طور البناء.
فمن مشاكل هذا الحي/ القطب ، انعدام نهائي لوجود موقف السيارات parking ، الشيء الذي يخلق ازمة التوقف للموظفين والسكان معا ،وهناك مشكل اخرى لا تقل خطورة، حيث قرر المجلس الجماعي – او ما كان يعرف بمجلس المدينة في مجرى هذا الشهر غشت – الاهتمام بقضية التشوير، فتفتقت عبقريته على وضع علامة منع مرور الدراجات النارية في شارع محمد الزرقطوني فقط ،هنا تطرح علامة الاستفهام، هل باعتباره ارقى شارع في كازا بلانا حيث سكانه متميزون ام هي تجربة وستنتهي ؟كيف فكر هذا العبقري بتشوير الاستثناء، في حين هناك شوارع لا تقل أهمية بل تفوفقه ولا زالت تعج بضوضاء الدراجات النارية ،خاصة من طرف أولاد لفشوش .
ولن نخفي الراي في القول، لا يمكن لكازابلانكا ان تتخلى عن الدراجات مهما كانت وظيفتها وخطورتها، فانتشارها وكثرتها في مشاكلها، خاصة الدراجات الثلاثية العجلات إذ أصبحنا متعايشين مع بعض سلوكيات سائقيها، المثيرة لقلق الراجلين وأصحاب السيارات، مع ارتفاع منحنى الحوادث التي تسببها، بسبب التهور في السياقة وعدم احترام قوانين السير.
الم يفكر هذا العبقري التشويري، ان الدار البيضاء مدينة حرفية كذلك؟ وان اغلبية الحرفيين يتنقلون بين زبنائهم بالدراجات النارية؟ فلماذا لم يفكر عباقرة مجلس المدينة، بتخصيص ممرات جانبية على طول الشوارع خاصة بالعجلات وحافلات النقل العمومي ،.كان بالدار البيضاء – ولا زلت اذكر ذلك في الستينيات من القرن الماضي – اهم الشوارع طولا، مخصصا بجنباتها ممرات للدراجات ،مثلا شارع إبراهيم الروداني ،من محطة الطوبيسات “الطاك”الى محطة مارشال في وسط المدينة، وفي نفس المسافة كان يمر طوبيس السلك على شاكلة ترام واي (تعمدت كتابة الأسماء بالعامية لكي تصل الرسالة).اليوم اختفت هذه المعالم فحل محلها النخيل ، قرار المجلس الجماعي أثار جدلا واسعا وسط الكازويين ، الذين عبروا عن مخاوفهم من أن يطال القرار هذا ، المزيد من تنخيل شوارع الدار البيضاء.
اذن الحل يا عباقرة مجلس المدينة، هو أخذ النماذج الاسيوية في شوارعها، حيث وفرة المجال الأخضر ومواقف السيارات وممرات الراجلين بما فيهم المعاقين وممرات الدراجات، تجد شوارعهم تمارس فيها الديمقراطية لكل ذي حق حقه.