أخبار جهوية

المعارضون الجدد..نهج سياسي جديد لتوضيب شتات مجلس اولاد حسون.

بقلم اسماعيل البحراوي

لم نعهد نهج سياسي منظم وواع بالدور المنوط به منذ خلق جماعة اولاد حسون،إذ عهدنا معارضة تقليدية مغلوبة،لا ترقى الى مستوى الترافع والدفاع عن مكاسب المواطنين،بالأحرى عن معاناتهم التي زادت حدة الى يومنا هذا.

كانت المعارضة في مفهومها التقليدي،مجرد انتقام سياسي يزاوله المستشار الجماعي كلما أراد معارضة فكرة الرئيس وحاشيته،ولو كانت تحمل حلولا للمتعطشين للتغيير،بدعوى أنه معارض،وهو لا يفقه شيء سوى حضوره اليائس والبائس،والعكس صحيح،تجد المعارض السياسي باولاد حسون فيما مضى،اذا أراد أن يرقى الى مستوى تأييد تصور الاغلبية الذي لا يلمس ذرة واحدة من مستوى معيشة المواطن،-تجده- حسب واقعة طريفة،ذهب فيها سلطانا للصيد،فقال بعض حاشيته:”هذه أول مرة يا مولاي نرى غزالا يركض وهو ميت”.

اليوم،وبعد مخاض دام لعقود من الزمن،وَلدت لنا الظروف السياسية ولأول مرة،معارضة مثقفة وصادقة وغيورة،لم ترفع شعار المعارضة من أجل المعارضة،كما عهدنا ذلك،لكن قد نعتبرها معارضة بناءة وتصحيحية،لا تعارض الأشخاص بل تعارض الفكر الشاذالذي لا يرقى الى طموحات الطبقة الكادحة،بالرغم من اننا كنا ضد انتماءها السياسي،إلا اننا نرى فيها النخبة المثقفة الفاصلة بين عهد التطبيل والتبعية،وبين الإصلاح وتجديد السياسة الحديثة التي ترى الشباب الواعي مرحلة جديدة في المغرب الحديث.

فمن مميزات معارضة مجلس اولاد حسون،أنها تتحلى بالرزانة السياسية وبالحلول الموضوعية والمسؤولية المدنية اتجاه حقوق الساكنة،وكذا خلق نوع من التكامل بين الاغلبية والمعارضة خدمة للصالح العام كما بإمكانها الاستعانة بالرأي العام لفضح كل الممارسات المشبوهة والعمل على تخليق التدبير الجماعي للشأن المحلي.

فالمعارضة في اطارها العام مجرد سلوك ذات معنى الرفض والمناوءة والاختلاف،تفيد التناقض والتضاد وذلك في محاولة لتغيير سلوك الأجهزة المسيرة للشأن المحلي.

ويبدو أن أمام هذه المعارضة التصحيحية،والتي تمثل قلة،خيارا وحيدا هو الصمود أمام عاصفة سوء التسيير والتبذير،من أجل كسر عزلتها وفرض موقفها وانقاذ ما يمكن انقاذه يوم تجديد الثقة،بالرغم من أن هناك لازال من يرى الغزال يجري وهو ميت،لإرضاء السلطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى