المغرب في 2025: تحديات تحقيق السعادة وبناء مستقبل مستدام.

بقلم: بدر لهديدي
جاء تصنيف المغرب في المرتبة 112 عالميًا وفقًا لتقرير السعادة العالمي لسنة 2025، وهو ما يدفعنا إلى التأمل العميق في الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، والنتائج المترتبة عليه، والحلول المستدامة الممكنة.
يعتمد تقرير السعادة العالمي، الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، على مجموعة من المؤشرات الأساسية، من بينها: نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مستوى الدعم الاجتماعي، متوسط العمر المتوقع الصحي، حرية اتخاذ القرارات، معدلات الكرم، مستوى الفساد، ومعدل البطالة. وهذه العوامل مجتمعة تعكس جودة الحياة التي يحظى بها المواطنون في مختلف دول العالم.
في السياق المغربي، أضحى المجتمع أكثر حساسية وتأثرًا بالسياسات الحكومية، حيث تتحمل الدولة مسؤولية مباشرة في توفير حياة كريمة ومستدامة للمواطنين. فكل إخفاق في التخطيط أو سوء تسيير قد يتحول إلى أزمة شاملة تؤثر على النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للبلاد.
لذلك، فإن بناء مغرب قوي ومستدام يتطلب أساسًا متينًا ومرنًا قادرًا على دعم مختلف جوانب التنمية، بما في ذلك الاقتصاد، التعليم، الصحة، والبنية التحتية. فالتوازن بين النمو المستدام والقدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية هو المفتاح لضمان تحقيق رفاهية المواطنين وتعزيز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن تحقيق السعادة الوطنية ليس مجرد هدف نظري، بل هو رؤية استراتيجية تتطلب سياسات شاملة ومستدامة، قائمة على العدالة الاجتماعية، والحوكمة الرشيدة، وتعزيز الابتكار والاستثمار في رأس المال البشري. وحده هذا النهج يمكن أن يمهد الطريق نحو مغرب أكثر استقرارًا وازدهارًا وسعادة.