أخبار عامة

الوطنية الحقة تضحية وليست شعارا أو هروبا: إما أن أكون مع الوطن أو لا أكون.

بقلم: حسن الحاتمي

في ظل الأزمات والصراعات التي تجتاح بعض الدول العربية والإفريقية، نجد أبناء الفقراء يصطفون أمام مكاتب التجنيد، مستعدين للدفاع عن الوطن والكرامة هؤلاء الشباب الذين يعانون من قلة الفرص وضيق العيش، لا يحملون في قلوبهم سوى حب الوطن، رغم أنهم لا يملكون فيه لا منزلا ولا تجارة ولا سيارة فاخرة ولا حسابا بنكيا ، بل يملكون فقط إيمانا قويا بوطنهم الذي يدافعون عنه بكل شجاعة وتفانٍ.
في المقابل، قد تجد أبناء الأثرياء وأصحاب النفوذ يصطفون أمام مكاتب التأشيرات، ليس بغرض الدفاع عن الوطن، بل للسفر إلى الخارج، حيث يكملون دراساتهم في أرقى الجامعات ويحصلون على أعلى الشهادات، وبعد انتهاء الحروب، يعود هؤلاء محملين بالشهادات من الخارج، ويتبوأون المناصب العليا في الدولة، ليصبحوا المتحكمين في مصير أبناء الفقراء، الذين كانوا يواجهون الموت في ساحات القتال للدفاع عن الوطن.


هؤلاء الجنود المخلصون، الذين بذلوا أرواحهم وعرقهم في سبيل حماية الوطن، يجدون أنفسهم في نهاية المطاف تحت سيطرة أولئك الذين لم يساهموا في حماية الوطن، بل استغلوا ظروفه لزيادة نفوذهم وثرواتهم، إن الوطنية الحقة هي تلك التي تظهر في أوقات الشدة، وليس في لحظات الرفاهية والرخاء.
إنه لمن المحزن أن تجد من يدافع عن الوطن بكل إخلاص لا يملك سوى حب هذا الوطن في قلبه، في حين أن من يجني ثمار هذا الدفاع هم أولئك الذين ابتعدوا عن ساحات المعركة.
أيتها الاوطان، لك الله في زمن أصبحت فيه الوطنية مجرد شعار يتلاعب به المرتزقة و أصحاب النفوذ والسلطة.
لذلك من الواجب إعادة الاعتبار لأبناء الفقراء الذين يدافعون عن وطنهم بدمائهم وأرواحهم، وبتصحيح مسار العدالة الاجتماعية حتى لا يصبح الفقر والتضحية هما ثمن الوطنية، بينما تتحول الثروة والنفوذ إلى تذاكر للهرب من المسؤولية.
للإشارة، هذا المقال كتب بناء على متابعتنا للأحداث التي جرت في دولة ليبيا الشقيقة وبعض الدول الافريقية، ونتمنى لهم جميعا العيش في امن وامان وسلام واستقرار.
أما وطننا الحبيب، المغرب، فالحمد لله، نحبه ونموت فيه تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، الضامن له الأمن والاستقرار، لانه يزخر برجال أوفياء يتميزون بحبهم العميق للوطن واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيله.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى