تاونات : نقلا عن صفحة الدكتور ابراهيم الديب رئيس الجمعية.
عرفت تاونات طيلة يومين الجمعة 26 ابريل 2024 بدار الشباب الوحدة والسبت 27 ابريل 2024 بثانوية الوحدة التأهيلية نشاطين ثقافيين كبيرين تمثلا في يومين دراسيين حول التجربة النقدية والابداعية للناقد والكاتب عبداللطيف محفوظ إبن إقليم تاونات منطقة تيسة تحديدا. النشا ط الأول كان من تنظيم جمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات والثاني من تنظيم المفتش التربوي ابراهيم ديب بتنسيق مع ثانوية الوحدة التأهيلية. وقد شارك في هذين النشاطين ثلة من النقاد والباحثين الاكادميين من داخل تاونات وخارجها :
_ الدكتور عبداللطيف محفوظ المحتفى بتجربته النقدية والسردية المائزة ( أستاذ جامعي بالدار البيضاء )
_ الدكتور محمد بوعزة ( أستاذ جامعي بمكناس)
_ الدكتور عبدالواحد المرابط (أستاذ جامعي بالدار البيضاء)
_ الدكتور إبراهيم ديب ( مفتش التعليم الثانوي تاونات)
_ الدكتور عبدالله الكرضة ( أستاذ التعليم الثانوي الاعدادي البيبان )
_الأستاذة الباحثة أسماء الدراز ( أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي تاونات )
_ الأستاذ الباحث أسامة الدواح (أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي عين مديونة )
_ الأستاذ الباحث زهير تباتو ( أستاذ التعليم الثانوي الاعدادي بوعادل)
كما واكب اللقاء إعلاميا وتوثيقيا كل من :
_ الدكتور المؤرع والصحافي علال بنور من الدار البيضاء
_ الإعلامي المقتدر كريم باجو عن صدى تاونات
عرف النشاطان حضورا مكثفا ونوعيا تمثل في مجموعة من السادة المدراء والاطر الإدارية وأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي والاعدادي من مختلف مناطق تاونات بالإضافة إلى التلاميذ.
وفيما يخص مورفولوجية اللقاءين فقد جاءت على الشكل الآتي:
1 _ النشاط الأول بدار الشباب يوم الجمعة 26 أبريل 2024
* كلمة تقديمية لجمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات تلاها الأستاذ إبراهيم ديب أكد فيها على أهمية اللقاء الذي يأتي في أفق جعل تاونات مدينة للثقافة والإبداع عبر استضافة كتاب ونقاد مشهورين ولهم مكانة علمية وادبية متميزة في المغرب والعالم العربي على غرار الناقد والروائي الدكتور عبداللطيف محفوظ والناقد والدكتور محمد بوعزة والناقد الدكتور عبدالواحد المرابط والدكتور علال بنور مرحبا بهؤلاء الباحثين الذين تجشموا عناء السفر ومتاعب الطريق من الدار البيضاء إلى تاونات من أجل تنوير هذا الفضاء وبث نوع من الدينامية والوجود المختلف الحي في تفاصيله وتلافيفه مع الوقوف على السيرة العلمية الحافلة للدكتور عبداللطيف محفوظ حيث عمل أستاذا جامعيا منذ 1987 إلى الآن وتقلد عدة مناصب بالجامعة:
_ رئيس قسم للغة العربية وآدابها
_ رئيس وحدة الدكتوراة في نظريات القراءة ومناهجها
_ منسق لعدة مختبرات وماسترات خاصة تلك المتعلقة بالسيمئيات وتحليل الخطابات الأدبية
_ منسق لتكوين الدكتوراة فرع تحليل الخطاب السردي
_ أشرف على العديد من الاطروحات وناقش بعضها في عدة جامعات مغربية وعربية
أصدر في مجال النقد الأدبي الكتب التالية:
_ وظيفة الوصف في الرواية
_ آليات إنتاج النص الروائي
_ المعنى وفرضيات الإنتاج: مقاربة سيميائية
_ سيميائيات التظهير
_ البناء والدلالة في الرواية : مقاربة من منظور سيميائية السرد
أما في مجال الإبداع السردي فقد أصدر :
_ رهاب متعدد/ سيرة ذاتية
_ وادي اللبن / رواية
_ أطياف الأمكنة/ سيرة روائية
* مداخلة الناقد محمد بوعزة حول رواية وادي اللبن حاول من خلالها الوقوف على تجليات الزمن وما يتعلق به من ذاكرة وتاريخ متتبعا هذه التمظهرات سواء على مستوى الحكاية أو ما يسميها الشكلانيون الروس بالمتن الحكائي أو على مستوى الخطاب/ المبنى الحكائي
* مداخلة الناقد عبدالواحد المرابط وتناولت مشروع الدكتور عبداللطيف محفوظ النقدي . وقد قسم هذا المشروع إلى أربع مراحل أساسية:
الأولى هي مرحلة السرديات البنيوية
الثانية هي مرحلة السيميائيات السردية
الثالثة مرحلة السيميائيات التداولية
والرابعة سيميائيات موسعة ارتبطت بمختلف الانساق الثقافية
* كلمة الناقد والكاتب عبداللطيف محفوظ عبر من خلالها عن سعادته للحضور الى تاونات مدينته الأم التي ولد بها بنواحي تيسة تحديدا واختار أن يتحدث بشكل خاص عن تجربته في مجال الإبداع السردي التي أتت متأخرة مقارنة مع تجربته النقدية _أصدر أول كتاب سردي ( رهاب متعدد) سنة 2019_ وأشار إلى سياقات انتاجها ، ولماذا بدأ مشروعه السردي بالسيرة الذاتية ، ثم تحدث عن دوافع كتابة رواية (وادي اللبن) وهي دوافع نقدية ( محاولة بلورة تصوره النقدي للرواية وتنزيله على أرض الواقع) ودوافع معرفية وتاريخية ( نقد التاريخ الخاص بالمنطقة وما شابه من أسطرة وتحريف ، وما تعرضت له قبيلة الحياينة من تهميش من جهة أخرى) . كما توقف عند الفرق بين الكتابة في مجال النقد والكتابة في مجال الإبداع الأدبي من جهة ثانية ، وبين الرواية والسيرة الذاتية من جهة أخرى. كما كشف للجمهور عن بعض الأسرار والظروف التي كانت وراء إصداره لكتبه السردية ، وعن ما حققته من شهرة وانتشار واسعين
* مناقشة الكاتب عبداللطيف محفوظ من طرف الجمهور ، وشملت هذه الأسئلة ما ألفه سواء في مجال النقد أو مجال السرد
* حفل توقيع لبعض كتب الكاتب عبداللطيف محفوظ الإبداعية
2 _ النشاط الثاني بثانوية الوحدة التأهيلية يوم السبت 27 أبريل 2024
* كلمة المفتش التربوي ابراهيم ديب ذكر من خلالها بسياق تنظيم اليوم الدراسي واهدافه وتتتمثل أساسا في تمكين الأستاذة من مقاربات ومناهج جديدة في تحليل النصوص سواء كانت نقدية أو سردية تساعدهم على تجويد ممارساتهم الديداكتيكية وعمليات إقراء النصوص قراءة منهجية . وعبر هذا الانتقال من الإطار البيداغوجي والمدرسي الى إطار المعرفة العالمة سيتمكن الأستاذ من معرفة أكبر بمناهج القراءة وأدواتها وبروتوكولاتها
* بعد ذلك تم تقسيم اليوم الدراسي إلى جلستين:
_ جلسة خاصة بالنقد :
تناول فيها الناقد عبدالواحد المرابط المشروع النقدي للناقد عبداللطيف محفوظ متوقفا على مرجعيات هذا المشروع البنيوية والسيميائة والتأويلية مركزا بشكل خاص على سيميوطيقا بورس ، أما الباحث زهير تباتو فتناول في مداخلته كتاب “وظيفة الوصف في الرواية” وحدد أهميته وموقعه النقدي في المشهد النقدي المغربي والعربي ، مع التوقف على أهم محاوره ، بينما الباحث عبدالله الكرضة فاختار كتابا من أهم و أعمق كتب الناقد عبداللطيف محفوظ النقدية والذي يمتح من المرجعية السيميائية وخاصة من سيميوطيقا بورس ، ونقصد هنا كتابه ” آليات إنتاج النص الروائي”
_ جلسة خاصة بالسرد:
شارك فيها كل من الأستاذة الباحثة أسماء الدراز من خلال قراءة منفتحة لسيرة الكاتب عبداللطيف محفوظ الروائية “أطياف الأمكنة” مع معالجة إشكالية القيم في الرواية بين الماضي و الحاضر ، في حين حاول الباحث أسامة الدواح الوقوف عند الرموز والقيم ومختلف تجليات التاريخ والتراث اللامادي في رواية “وادي اللبن”. خاصة على مستوى المتن الحكائي، أما الباحث إبراهيم ديب فخصص مداخلته للسيرة الذاتية ” رهاب متعدد ” وركز فيها على مسألتين: مسألة التجنيس ، ومسألة القراءة أو المنهج الملائم لتحليل السيرة الذاتية
بعد انتهاء الجلستين تناول الكلمة الدكتور عبداللطيف محفوظ حيث شكر الأستاذة الحاضرين معبرا عن سروره باللقاء والمكان ومجريات اليوم الدراسي مع الإشارة إلى بعض المسائل المهمة والأساسية في مشروعيه النقدي والسردي.
واختتم اليوم الدراسي بحفل توقيع لبعض أعمال الكاتب عبداللطيف محفوظ
* ملحوظة: لا يفوتني أن أنوه بالمجهود الخرافي الذي قام به أعضاء جمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات لإخراج هذا النشاط الثقافي والنقدي للوجود وخاصة جهود أمين مال الجمعية القاص والمبدع عبدالعزيز الكواطري و نائب الرئيس الشاعر علال الجعدوني رغم أنه كان في حالة مرضية إلا أنه حضر للقاء إعدادي للنشاط وكان يتابع كل الخطوات بحب وحنو ، وجهود اللجنة التنظيمية المكونة من القاصة والشاعرة الأستاذة زهرة الشلغامي ، الأستاذ الباحث محمد الحديفي ، الأستاذة الباحثة كريمة الفيلالي ، الأستاذة شادية بورقية .
باقة شكر كبيرة أيضا للأستاذة لبنى عبداللاوي التي سهرت على كل الجوانب الفنية للنشاطين معا خاصة الملصقات. فقد قامت بمجهودات عظيمة من أجل إنجاح هذا الحدث الثقافي الجميل …..
ولا أنسى شكر كل من دعم جمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات سواء من قريب او من بعيد . خاصة اولئك الذين حجوا من بعيد لمساندة الجمعية ومساندة الفعل الثقافي . وأبانوا عن حب حقيقي للثقافة لكي تظل شجرة عالية ومخضرة مهما كانت العراقيل والمعيقات ولتظل جذوة الإبداع مشتعلة مهما كان الريح والظلام عكس ما كان يشتهيه سماسرة الجهل والتفاهة ودعاة الثقافة وأشباه المثقفين والمنتفعين من غياب الفاعل الثقافي بتاونات . لهؤلاء ولغيرهم من الواهمين ومن زارعي خطاب اليأس والعدمية نقول ان هذه المعيقات لن تزيدنا سوى اصرارا وعزما على السير ثم السير نحو مصبات الشمس والحرية والإبداع والحب والحياة . ….
مع الشكر الوافر لدار الشباب الوحدة التي وفرت فضاء اليوم الأول ، وللمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتاونات ولثانوية الوحدة التأهيلية اللتان ساهمتا في تنظيم اليوم الدراسي الثاني بتنسيق مع المفتش التربوي بثانوية الوحدة وعلى كل ما وفراه لنا من دعم تربوي ولوجستيكي