أخبار جهوية

“تيدسي”..رحلة مواطنين بين العزلة والبحث عن العيش الكريم باقليم الحوز.

الحوز:اسماعيل البحراوي

تبدأ رحلة ساكنة دوار تيدسي،التابع لجماعة تغدوين بإقليم الحوز،من مقاومة قساوة البرد والثلوج،في انتظار فتح مسالك الموت التي تحول دون البحث عن لقمة العيش،أمام صمت الفاعل السياسي الذي يظل غائبا إلى حين الانتخابات،الامر الذي لم تعد تُطيقه الساكنة.

و تظل ساكنة تيدسي تعاني في صمت،في مشهد سياسي تُعيد تفاصيله يوميات مواطن مقهور،من رداءة الطريق الوحيدة المؤدية لمسلك تادارت بجماعة زرقطن،وصولا لمركز أربعاء تغدوين،والتي يصفها البعض بطريق الموت،في غياب قنطرة على وادي الزات الفاصل بين تغدوين وزرقطن،مما يحول دون مرور وسائل النقل،التي زادت من حدة العزلة،ناهيك عن غياب الانارة العمومية،وتهالك اعمدة الكهرباء،مع انتشار الأسلاك الكهربائية دون تحرك الجهات المسؤولة.

وأمام هذا الوضع الكارثي،مازالت الساكنة تعاني من ندرة مياه الشرب،حيث تستغل هذه الاخيرة ماء الثلوج،من خلال ترشيدها عبر صهريج غير لائق، لتجميع هذه المياه،التي لا تكفي لسد حاجيات الساكنة.

وبالرغم من ظروف العيش القاسية،التي تواجه التلاميذ،على وجه الخصوص،كقلة الحجرات المدرسية،و صعوبة المسالك،وقسوة الجو،إلا أنهم يبقو جد متعلقين بمتابعة دراستهم التي تنتهي بالمستوى السادس ابتدائي،مما ينهي احلام الفتيات على حافة الهدر المدرسي، لغياب وسائل النقل المدرسي.

وتستمر عزلة ساكنة تيدسي،بحثا عن حياة أفضل،أملا في توفير شبكة الاتصال،وسيارات الاسعاف،بدل من استعمال النعوش في نقل مرضاهم،علما ان تيدسي منطقة جبلية سياحية تزخر بطبيعتها الخلابة والتي تختزلها أشجار الكركاع وتلك الثلوج التي تغطي قممها الشامخة،و تزينها الشلالات الجدابة،كما تمتاز بتربية النحل ذو الجودة العالية،الأمر الذي يتطلب إلى التفاتة من المسؤول السياسي.

وبالمناسبة،اتصلت “الحوار بريس” بالسيد رئيس مجلس تغدوين،قصد الإجابة عن كل الاشكاليات التي تحول دون بناء وتطوير تيدسي،وفك العزلة عن اهاليها،إلا أن الرئيس أحمد أبرجي،اختار فن المراوغة للتهرب من مقابلتنا مباشرة على الهاتف،علما ان الحوار الذي أجريناه قد تم تسجيله بعد إبلاغه بذلك.

يا ترى لماذا بعض قرى الحوز تعيش التهميش والاقصاء،ورؤساءها يعيشون تحت رحمة الحضارة بمراكش؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى