الأخطاء الواردة في الامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الابتدائي بجهة فاس مكناس.
الأخطاء الواردة في الامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية / مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية ( أكاديمية فاس مكناس/ مديرية فاس) خلال الموسم الدراسي 2023 / 2024
بعد الاطلاع على الامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية / مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية أسعد بتقديم مجموعة من الملاحظات التي قد يتوافق حولها كل المختصين من أساتذة ومفتشين. وهي على الشكل التالي:
** على مستوى مادة اللغة العربية
وردت في الامتحان الإقليمي أخطاء على مستوى ورقة تحرير التلميذ وعلى مستوى عناصر الإجابة التي وضعت كدليل للتصحيح. وهي موزعة على مكونات مختلفة.
أولا – مكون فهم المقروء:
السؤال الرابع: ورد في عناصر إجابته ما يلي:
– عنوان مناسبا: الصواب ← عنوان مناسب. قد يقول قائلون: إن هذا الخطأ مطبعي ولا داعي لملاحظته أو للإشارة إليه. لهؤلاء نقول: إن هذا الخطأ المطبعي يعبر عن الاستهتار بامتحان مصيري ألا وهو امتحان نيل شهادة الدروس الابتدائية.
السؤال الخامس: ورد في ورقة التحرير السؤال التالي: ما نوع الخطاب المعتمد في النص؟ صيغة السؤال صحيحة، ولكن كان حريا بواضع السؤال أن يصوغه بالصيغة التالية: ما نوع النص؟ وذلك نزولا عند مستوى فئة واسعة من التلاميذ.
ثانيا: مــــكــــــــون الــــــتــــــراكـــــــيـــــب
السؤال رقم 10 : المطلوب في السؤال هو ملْءُ الفراغ الوارد في جدولٍ ب: حال (جملة فعلية) في الجملة الأولى ، وبتوكيد معنوي في الجملة الثانية: – الجملة الأولى: طلعت الشمس…………….. – الجملة الثانية: استمع الأطفال …………… ، لحكايات الحاج أمين.
الملاحظة الأولى: الجملة الثانية لا يجب أن تتضمن الفاصلة. الملاحظة الثانية: ورد في عناصر إجابة السؤال الأول ما يلي: طلعت الشمس وهي تشرق/ وهي تتلألأ / وهي ساطعة. هذه الجمل الثلاث ( وهي تشرق/ وهي تتلألأ / وهي ساطعة) ليست جملا فعلية، إنما هي جمل اسمية، وجملة (طلعت الشمس وهي تشرق) هي أصلا جملة ركيكة في تعبيرها ومعناها. لذا كان على واضع السؤال أن يتحرى الإجابة الصحيحة، وأن يتفحص الامتحان الإقليمي جيدا قبل وبعد طبعه ونسخه تفاديا للتشويش على التلاميذ أولا، وعلى الأساتذة ثانيا أثناء عملية التصحيح، وعلى السادة المفتشين ثالثا. على واضع السؤال أن يستأنس بإعراب الجملة التالية: طلعت الشمس وهي تتلألأ – طلعَـتِ: فعل ماض مبني على الفتح، وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. – الشمسُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. – الواو: واو الحال. – هي: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. – تتلألأُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي. والجملة الفعلية (من الفعل والفاعل) في محل رفع خبر المبتدإ. والجملة الاسمية (من المبتدإ والخبر) في محل نصب حال.
السؤال رقم 11 : وردت في ورقة التحرير وفي عناصر الإجابة كلمة خاطئة على مستوى الكتابة الإملائية وهي: ” يبدرون ” ، الشيء الذي يعني أن الأمر لا يتعلق بخطإ أثناء الطبع. والصواب هو: يــــــــــبـــــــــذرون.
السؤال رقم 12 : طُــلِــب من التلاميذ إعراب كلمتين لا علاقة لهما بالظواهر التركيبية التي وردت في الإطار المرجعي للامتحان الموحد الإقليمي. وهما : العريقة ( نعت) / – مشهورا ( خبر كان) : جاءتا على التوالي في الجملتين الآتيتين: – في عمق أزقة مدينة فاسَ العريقةِ – كان مشهورا بعمق احترامه… وفي عبارة أخرى تغاضى واضع السؤال عن كم من الظواهر التركيبية التي درسها المتعلم في المستوى السادس والتجأ إلى النعت والنواسخ الفعلية. وهما ظاهرتان تركيبيتان دُرٍستا في السنوات الماضية. وعلى مستوى عناصر الإجابة هناك خطأ على مستوى إعراب كلمة ” العريقة “. لا نقول في إعــرابها: نعت مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره، بل نقول: نعت حقيقي تابع لمنعوته في جره، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. لماذا؟ لأن النعت من التوابع إلى جانب البدل، والعطف والتوكيد. وهذه أخطاء فادحة نجدها في مجموعة من الكتب المدرسية الموازية لا ينتبه إليها بعض إلا أساتذة والمفتشين. هذا من جهة. ومن جهة ثانية تلميذ السنة السادسة ابتدائي لا يمكنه أن يُعرب كلمة “العريقة” نعتا. لماذا؟ لأن القاعدة التي درسها التلميذ في المدرسة الابتدائية حول النعت هي: (( النعت يطابق المنعوت في الإعراب، وفي التذكير والتأنيث، وفي التعريف والتنكير، وفي الإفراد والتثنية والجمع)) . وكلمة “العريقة” معرفة بـ : “ال” ، في حين أن كلمة ” فاس ” التي قبلها معرفة بـ (العلمية). والمعرف بالعلمية هو درس من دروس الأولى إعدادي بعنوان: ((المعارف)). والمعارف أنواع سبعة. أضف إلى ذلك أن كلمة “فاس” وردت في النص مجرورة بالفتحة النائبة عن الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف. وتعرب على الشكل التالي: فاس: مضاف إليه مجرور بالفتحة التائبة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، وعلامة منعه من الصرف هو أنه علم ثلاثي غير أعجمي، ساكن الوسط، مثل: نوح، هود، هند، مصر… هذه الكلمات نجدها أحيانا مصروفة ، وأحيانا أخرى ممنوعة من الصرف. بمعنى آخر: عندما يجد تلميذ السنة السادسة كلمة مجرورة وقبلها كلمة منصوبة لن يتبادر إلى ذهنه أبدا أنها تعرب نعتا. وفي هذه الحالة لا يمكن أن يطلب من تلاميذ السنة السادسة مثل هذا الإعراب التعجيزي. وفي جميع الحالات لا يجب أن يُمتحن التلميذ في ظواهر تركيبية غير واردة في الإطار المرجعي للامتحان الإقليمي الموحد علما أنه يُمتحن في ظواهر تركيبة متعددة من بداية الموسم الدراسي إلى نهايته عكس تلميذ السنة الثالثة إعدادي الذي يمتحن في الامتحان الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي في دروس الدورة الثانية فقط. وما دام أن واضع السؤال اختار ظاهرة النعت كان عليه أن يطالب التلاميذ بإعراب كلمات أخرى سهلة ومنسجمة مع تعريف النعت الذي تعرف عليه في سنوات سابقة مثل كلمة (المبلولَ) في العبارة التالية: الطينَ المبلولَ، وكلمة (الثمينة) في العبارة التالية: لهذه الهبةِ الثمينةِ، وكلمة (فنيةٍ) في العبارة التالية: إلى تحفٍ فنية. هذه الكلمات الثلاث ستعربها فئة واسعة من التلاميذ نعتا حقيقيا.
مــــــــكــــــــــون الإمــــــــــــــــــــلاء ارتكب واضع السؤال خطأ فادحا على مستوى كتابة همزة (ابن). ما هو هذا الخطأ؟ طُــلِــب من التلاميذ ملْء الفراغ بكلمة “ابن” في الجملة التالية: عمر …….. الأشهب، إعلامي مغربي، …… مدينة فاس. هناك ملاحظتان: الأولى بشأن علامات الترقيم في الجملة، والثانية بشأن عناصر الإجابة: الملاحظة الأولى: ما يثير الانتباه في هذه الجملة هو أنه يجب حذف الفاصلة الأولى لأن الجملة غير تامة ( عمر : مبتدا / إعلامي خبر ). الملاحظة الثانية: كُـتِـبـتْ كلمة “ابن” الثانية في ورقة عناصر الإجابة على الشكل التالي: (ﭐبْن) وهي كتابة غير صحيحة لأنها جاءت بعد الفاصلة. ومن القواعد المستقرة في اللغة العربية أن العرب أصلا لا تبدأ بساكن ولا توقف على متحرك، وأن همزة الوصل جيء بها للتوصل إلى نطق الكلمة التي تبدأ بساكن. وهناك قاعدة أخرى هي: ((إذا التقى ساكنان نكسر ما سبق)). والكتابة الصحيحة هي: ابْن (أي همزة ابن مكسورة أو قل: همزة ابن بكسرة تحت الألف دون همزة القطع).
ملاحظة أخرى بشأن الهمزة المتطرفة:
طُــلِــب من التلاميذ كتابة الهمزة المتطرفة في كلمتين هما: شاطئ – ملجأ الملاحظ أن الهمزة المتطرفة غير واردة في الإطار المرجعي. ما الجدوى من استصدار إطار مرجعي لا يَحَترِم واضع السؤال ما جاء فيه؟ لِــمَ تلاميذ الثالثة إعدادي يُمْتَحَنون في الامتحان الجهوي فيما درسوه في الدورة الثانية فقط، في حين تلاميذ السلك الابتدائي يُمْتحنون في ظواهر لغوية درسوها في سنوات سابقة؟
أخطاء على مستوى شكل الكلمات:
ارتكب واضع السؤال خطأ فادحا على مستوى الشكل. أين يتجلى هذا الخطأ؟ المطلوب في مكون الشكل هو أن يشكل التلاميذ كلمات تدخل في إطار الظواهر التركيبية التي حددها الإطار المرجعي، والتي درسها التلاميذ في السنة السادسة ابتدائي. للأسف الشديد، ابتعد الشكل المطلوب من التلاميذ عن كل الظواهر التركيبية التي درسوها خلال الموسم الدراسي؛ حيث طال الشكل ما يلي: المفعول به في الجملة الأولى، النواسخ الفعلية (اسم كان) في الجملة الثانية، المضاف إليه في الجملة الثالثة، مختلفات في الجملة الرابعة (فعل ماض، فاعل، بدل مطابق، مفعول به، جار ومجرور).
أخطاء على مستوى صياغة سؤال التعبير الكتابي (الإنشاء):
السؤال الذي طرح على التلاميذ هو: تخيل قصة البئر التي حكاها الحاج أمين للأطفال واكتبها مع احترام عناصر القصة؟ الملاحظة الأولى: هناك خطأ في الصياغة. يجب أن يُستبدل واو العطف ب (ثُــمَّ) لأن حرف العطف “الواو” يدل على الجمع والاشتراك في شيئين؛ المطلوب هو أن يتخيل التلميذ أولا، وبعد حين سيكتب. أما استعمال واو العطف فيعني أن التلميذ يتأمل ويكتب في نفس الوقت.
الملاحظة الثانية: التلاميذ لم يفهموا أية قصة يعبر عنها السؤال: هل القصة الواقعية أم المتخيلة؟ لأن كلتي القصتين يمكن تخيلهما. وهذا جعل التلاميذ في حيرة من أمرهم. هناك من كتب قصة واقعية، وهناك من كتب قصة متخيلة. ما هي صيغة السؤال التي كان على واضع السؤال أن يكتبها في ورقة التحرير تفاديا للتشويش على التلاميذ والأساتذة المصححين؟ صيغة السؤال يجب أن تكتب وفق ما يلي: الصيغة الأولى: تأمل قصة البئر التي حكاها الحاج أمين للأطفال ثم اكتب قصة واقعية مسترشدا في ذلك بما تعرفت عليه في مهارة كتابة قصة واقعية. الصيغة الثانية: تأمل قصة البئر التي حكاها الحاج أمين للأطفال ثم اكتب قصة متخيلة مسترشدا في ذلك بما تعرفت عليه في مهارة كتابة قصة متخيلة مع مراعاة ما يلي: – عناصر القصة ( الزمان، المكان، الشخاص، الأحداث). – احترام موضوع القصة (البئر وكيفية تدبير السلاف للماء). – احترام علامات الترقيم. – سلامة اللغة ومقروئية الخط.
التلاميذ لم يستوعبوا القصة المطلوبة. هل الواقعية أم المتخيلة؟ لأن صيغة السؤال وردت فضفاضة. والغريب في الأمر أن عناصر الإجابة بينت للأستاذ المصحح ما يجب أن يراعيه التلميذ في كتابة القصة. ولم تبين للتلميذ ما يجب أن يراعيه في كتابة القصة. هذه مفارقة غريبة. واضع السؤال بين عناصر الإجابة للأستاذ بتفصيل وكأن هذا الأخير لا يفقه شيئا، ولم يبين للتلميذ هذه العناصر بتفصيل وكأن هذا الأخير يفقه كل شيء.
خطأ في مادة التربية الإسلامية:
ارتكب واضع السؤال خطأ فادحا على مستوى القاعدة التجويدية. أين يتجلى هذا الخطأ؟ السؤال المطروح هو: استخرج القاعدة التجويدية الواردة في كلمة (أهدى) في قوله تعالى: (( أهدى أَمَّنْ يمشي سويا على صراط مستقيم)) مع وضع نقطة مضغوطة تحت حرف الدال، ووضع علامة المد فوق الألف المقصورة في كلمة ( أهدى) المتبوعة بهمزة قطع. كلمة ( أهدى) فيها قاعدتان تجويديتان هما: الإمالة التي تشير إليها النقطة المضغوطة تحت حرف الدال، والمد المشبع الذي تشير إليه علامة المد الموجودة فوق الألف المقصورة والمتبوعة بالهمزة في الكلمة الموالية (أَمَّــنْ).
فئة واسعة من التلاميذ أجابوا كما يلي: (( القاعدة التجويدية هي: الإمالة والمد المشبع))، في حين أن عناصر الإجابة تضمنت فقط الإمالة. وهذا خطأ ارتكبه واضع السؤال.
كان على واضع السؤال أن يطرح السؤال على الشكل الآتي: استخرج القاعدتين التجويديتين الواردتين في كلمة (أهدى)
توجيهات: يجب أن يحترم الامتحان الإطار المرجعي الذي أصدرته الوزارة. ومن جهة ثانية يجب أن يتأكد واضعو الأسئلة من خلو الامتحان من الأخطاء اللغوية لأن غياب هذين الشرطين يسيء إلى قيمة الامتحان الإقليمي الموحد.