أخبار جهوية

لكلاب الضالة التي اعتدناها بيننا

بقلم : عبد الحكيم البقريني

ابتليت مدننا بمختلف تسمياتها بكلاب ضالة ، سرعان ما أخذت وضعها داخل هذا الوسط الحضري . فحيثما تجولت بمدننا صادفت الكلاب ، جماعات وفرادى . لعنة أخرى انضافت لمدن تئن من أعطاب شتى .

لا يخفى على أحد مترتبات هذه الحيوانات ، عنف نفسي تمارسه على المارة ، كبارا وصغارا ، فضلا عن أمراض عضوية . أما تكلفة عضها فتلك قصة أخرى … ومما يزيد الطين بلة تزايدها وتكاثرها بشكل مخيف ، وبالمقابل محدودية تدخلات المجالس المنتخبة والسلطات المختصة .

لقد أخذت هذه الكلاب حصتها من الشارع العام ، فنراها بالساحات العامة ، وبالأحياء الراقية ، كما بأحزمة البؤس أو الأحياء الهامشية . واعتاد الرواد تجوالها ، ومرورها بينهم ، ومشاركتها لهم للفضاء العام . كائنات أخرى شريكة الشارع العمومي .

لكلاب الضالة التي اعتدناها بيننا

لقد تطبعت هذه الكائنات الضالة ، فنراها تعبر الشارع العام من الممر الخاص بالراجلين ، وأخذت تراوغ السيارات ، وأحيانا تنتظر مرور الناقلات . وقل نباحها ليلا ، ربما حرصا على راحة الإنسان النائم ، أو هدنة في انتظار زوبعة كلبية كلابية . توارت شراستها ، وتأقلمت مع وضع جديد … فهل هو تطبيع جديد مع حيوان تجدرت علاقته مع الإنسان ؟

وإن سلمنا بعمق العلاقة بين الإنسان والكلاب ، فلابد من الاقرار بغلبة ، واعتداء هذه الحيوانات على الفضاء الإنساني ، وتشكيلها خطرا على راحته ، ولعل القصاصات الخبرية التي تطالعنا من هنا وهناك والتي تحمل عناوين حاملة لنهش الكلاب للحم البشري خير دليل على اضطراب العلاقة . الشيء الذي يستدعي استنكارا ، ودعوات لإبادة هذه الحيوانات ، أو جمعها بفضاءات خاصة ، أو إخصائها ليقل تكاثرها .

نريد مغربا مشعا ، بصورة نقية ، بعيدا عما يشينه . ولعل أول مدخل لذلك القضاء على الكلاب الضالة التي اعتدناها بيننا . فعل من سامع للنداء .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى