مجتمع

مدرسو ومدرسات المغرب يحتجون يوم العيد الأممي للمدرس.

بقلم : عبد الحكيم البقريني

يحل العيد الأممي للمدرس المصادف للخامس من أكتوبر ، فيجد الأطر التربوية المغربية في إضراب احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشها القطاع .
لن أخاطب القارئ بلغة طوطوية ، أو ثقافة التفاهة التي تدعمها الحكومة ، ولا بلغة هشة بشة مشة . وإنما بلغة رسل التنوير ، لغة المعلمين والأساتذة فأقول ما قاله المتنبي :
عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد .
لا جديد سوى الانتظار . انتظار إصلاح منظومة جعلتنا نتذيل التصنيف العالمي ، انتظار الحلول لمشاكل بالجملة تفاقم جرحها فتعفنت ، انتظار نظام أساسي تعددت تسريباته ، انتظار انطلاق قطار نهضة التعليم المغربي الذي لم يبرح محطة الانطلاق منذ الاستقلال ، منظومة تعاقب على قيادتها ثلاثة وثلاثون وزيرا وأكثر من ثلاث عشرة محاولة إصلاح ، انتظار إرادة حقيقية للإصلاح ، وما ذلك بعزيز أو ببعيد … وفي انتظار ذلك أقول للحكومات وللشعوب المحترمة لمعلميها ، والمقدسة لرسالة المدرس التنويرية ، أقول ما قاله شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا .
وحده التنكيل والإذلال والاجهاز على ما بقي من مكتسبات ، وحدها الهشاشة والتفقير ، مخططات لحكومة المال والأعمال للمزيد من التركيع . فبعد عشر عجاف قضين على القدرة الشرائية ، توالى الأفق المظلم وتراءى الغد الحالك .. غد متسامح مع ناهبي صناديق التقاعد ، مخطط للمزيد من الإصلاح المدمر . وأمام هذا الأفق المظلم تخوض الأطر التربوية إضرابا أيام 4 و 5 و 6 من أكتوبر للإحتجاج على الأوضاع وللتذكير بما تم التراجع عنه من بنود اتفاق 26 أبريل 2011 ، للتذكير بهشاشة التوظيف بالتعاقد ، للتذكير بضحايا النظامين الأساسيين السابقين ، للتذكير بالحيف الذي لحق أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي ,أساتذة التعليم الإبتدائي نتيجة الإقصاء من خارج السلم .
كل عام والمدرس عالميا بخير ، تهانينا لكم ولكن ..وإن كنا أقل حظا منكم ومنكن فرسالتنا التنويرية واحدة ، إذ كلنا رسل التنوير . ودفاعا عن هذه الرسالة النبيلة . فإننا ها هنا بالمغرب نرفع شعارات على مقربة من وزارة تربية تنهج وتتقن سياسة الآذان الصماء . فبعد ولايتين حكوميتين قادهما الحزب الإسلامي الذي عمل على إصلاح صندوق تقاعد على حساب الشغيلة التعليمية ، ومتسامحا مع ناهبي صندوق التقاعد ، فمتناسيا مساهمة الدولة المغربية في الصندوق المذكور . ها قد حلت الحكومة الاجتماعية كما وعدتنا ، الحكومة المالية كما عاملتنا .
إن تعيين السيد : شكيب بنموسى أعطى انطباعا أوليا على أن أمور التعليم بالمغرب ستتغير ، فالسيد يعد عرابا للنموذج التنموي ، وخاض مشاورات عدة مستمعا لكل الأطياف ، فضلا عن كونه كان وزيرا للداخلية ، فسفيرا للمغرب بفرنسا ، وهي مهام تجعلك مطلعا على خبايا الأمور ، عارفا للمشاكل ، ومستشرفا للحلول . لكن الآمال خابت على غرار خيبات الحكومة التي تعددت كبواتها وزلاتها ، إن لم نقل عملها على إذلال المغاربة وتحطيم معنوياتهم . أمام هذا الوضع نعلن توالي السنوات العجاف ، ونحيي الشغيلة التعليمية المغربية بمناسبة عيدها الأممي ، ونثمن نضالاتها المشروعة لتحقيق المطالب ، وندعوها لأداء رسالتها التنويرية التربوية النورانية بشكل جيد وجاد في أفق بناء إنسان قادر على حل هذه المعضلات التي حلت بالبلاد والعباد ، وترقبوا رسالة تهنئة من وزيركم المشرف على القطاع .
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى