أخبار جهويةأخبار عامةمجتمع

مكتبة ثانوية الشهيد عبد العالي بنشقرون بفاس تندب حظها العاثر

فاس : محـمد أمقران حمداوي

بعد إحالة القيمة على مكتبة ثانوية عبد العالي بنشقرون بفاس بقي تلاميذ وتلميذات الثانوية المولعون بقراءة القصص والكتب يندبون حظهم العاثر ويتداولون فيما بينهم أسباب عدم تكليف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لقيم على مكتبة خصبة ظلت وفية لروادها وزبنائها على مدى سنوات تكبدت فيها القيمة السابقة (فاطمة كايز) كل المشاق لتجعل منها فضاء جذابا لتزجية أوقات الفراغ في قراءة ما لذ وطاب من القصص والروايات والكتب المتنوعة المجالات والتخصصات التي تعج بها رفوف هذه الخزانة المتميزة.

ها هي اليوم كتب وقصص مكتبة ثانوية عبد العالي بنشقرون يتناثر عليه الغبار بعدما ظلت في متناول القراء لسنوات عديدة. ها هي اليوم مكتبة ثانوية عبد العالي بنشقرون تشكو الإهمال والإغلاق وقلة الإنفاق وتنتظر من الجهات المسؤولة الإقلاع من جديد بعدما توقفت نبضات قلبها بعد إحالة فاطمة كايز على التقاعد. ها هي مكتبة ثانوية عبد العالي بنشقرون قد شاحت بوجهها عن روادها الأوفياء مرغمة وغير راضية على قطع علاقاتها مع من في قلبه نبضة من نبضات الأفعال التالية : كتب، وقرأ ، ولخص …

ها هم رواد مكتبة ثانوية عبد العالي بنشقرون تراودهم نشوة وحشية إلى معانقة الكتب المفضلة عندهم في الماضي القريب. حكى لي أحدهم أن إغلاقها خسارة كبيرة للمؤسسة وللمديرية وللأكاديمية.

إن هذا الإغلاق ليس اعتباطا محكوما بمنطق المصادفة والارتجال، إنما هو اختيار تتظافر في إملائه اعتبارات ثقافية وسياسية واجتماعية.

ليت المديرية الإقليمية عرفت أن هذه المكتبة لها عشاق وعاشقات يحبون القراءة بشكل جنوني. ليت المديرية الإقليمية عرفت أن ثانوية عبد العالي تزخر بطاقات ومواهب كثيرة تحتاج إلى من يأخذ بيدها. لا أدري من أين يتولد هذا العداء ضد فعل : ” قرأ “ومشتقاته؟ إنه نزوان عصبي، وسواس، حالة نفسية، سمِّه ما شئت.

تأملت المشهد جيدا فلاح لي عن طريق التجربة أن الجهات التي تغلق المكتبات إنما تحارب العلم والمعرفة بطريقة مباشرة، وتعمل على تعطيل وفرملة كل محاولة للتغيير من أجل بناء الدولة الحديثة.

قرأت مقتطفا مؤثرا من رواية كتبها كاتب مغربي وهو كالتالي:

(( إن المواطنة التي نتشدق بها باستمرار أصبحت عديمة في هذا الزمن. ولكي تتلمس الواقع من قريب وترسم الحقيقة في ذاكرتك وحواسك عليك أن تتأمل الأنشطة الموازية التي تتبجح وزارة التعليم بتفعيلها داخل المؤسسات التعليمية عبر وابل من المذكرات الوزارية. أصبحت مجرد حبر على ورق. لماذا لا تدرج وزارة التعليم هذه الأنشطة داخل الغلاف الزمني للمدرسين؟ ….)) وأنا أضم صوتي إلى هذا المقتطف وأشد على يد كاتبه بحرارة. لماذا؟ الجواب بسيط: إذا تأملنا واقع هذه الأنشطة ، وجدنا عزوفا كبيرا عنها من طرف المدرسين والإداريين وكافة الشركاء الاجتماعيين. لللأسف يصعب الحديث عن الأنشطة الموازية داخل مؤسساتنا. إن هذه الأنشطة بودها أن تكون وسيلة لتمرير قيم مختلفة ورسائل توجيهية للناشئة لو كان لها أساتذة متفرغون أو بجداول حصص خفيفة وذلك أضعف الإيمان. إنها وسيلة لامتصاص ظاهرة الشغب التي بدأت تنتقل من المدارس … إلى الشارع … إلى الملاعب… إنها وسيلة لتثبيت قيم المواطنة ، والوطنية ، والتعاون ، وحقوق الإنسان ، والتسامح ، والحوار … لا يستقيم البناء الديمقراطي دون سيادة روح المواطنة ، ولن تكون هناك روح وطنية دون مواطنة حقيقية.

لكن واأسفاه ! واحر قلباه ! لا حياة لمن تنادي…

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى