موسم الهروب نحو الشمال يعاود اليافعين مجددا.

بقلم: عبد الحكيم البقريني
طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي مجددا بصور وتسجيلات لشباب ركبوا الأمواج، مخاطرين بأرواحهم في سبيل الوصول للضفة الشمالية من الكرة الأرضية… ليس المرة الأولى التي تتم الحالة، ولنا أن نتساءل المرة كما في المرات السابقة لماذا هذا الهروب الجماعي من هذا الوطن؟
الإجابة عن السؤال وغيره من الأسئلة واضحة وبينة، والحلول معروفة ومحددة، لكنها مؤجلة لأجل لا نعرفه… سياسات عمومية منفرة وطاردة لا تتماشى مع توجيهات وتطلعات الملك والشعب.
يسير المغرب بإيقاعين: إيقاع سريع وتمثله المشاريع الكبرى التي يطلقها جلالة الملك أيده الله ويرعاها، وإيقاع بطيء، إن لم نقل معرقل وتسطره السياسات العمومية التي في أغلبها فاشلة.
الهجرة الجماعية تعبير عن سخط جماعي، وانسداد الأفق أمام اليافعين والشباب، رجالا ونساء، تعبير على أن هذه الأرض ما عادت تتسع للأحلام والطموحات. فمتى يصبح الوطن حاضنا لأبنائه وبناته؟
ما حصل من مشاهد وتناقل عالميا لا يعبر عن مكانة المملكة، ولا عن تطلعاتها ومخططاتها المستقبلية. أبهذه الصورة سنحتضن اللقاءين الكرويين الكان والمونديان؟ أبهذه المشاهد سنربي جيلا متعلقا بوطنه.
التعلق بالوطن رهين بالكرامة التي يحققها التعليم الجيد، وخدمات صحية في المستوى، ومستوى عيش كريم. ومغربنا الذي نحبه حتى النخاع بعيد كل البعد عن هذه الغايات، لذا نقولها بشكل واضح. على الحكومة الحالية أن تراجع أوراقها ، فموسم الهجرة الجماعية ناقوس خطر، وكفى من اللامبالاة. ولتنكب على إيجاد الحلول للمعضلات. فالمواطن الذي خلق هنا، من حقه البقاء هنا مستمتعا بما يضمنه له دستور 2011.

Exit mobile version