على مدار سنوات، نجح المغرب وفرنسا في بناء شراكة اقتصادية قوية تعززها استثمارات مشتركة ومتنوعة. وتعد فرنسا أحد الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين للمغرب، حيث يحتل المغرب مكانة متقدمة كأول دولة عربية وإفريقية مستثمرة في الاقتصاد الفرنسي، وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات حيوية كالتكنولوجيا، والصناعات الغذائية، والنقل، مما يعزز حضوره في السوق الأوروبية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العلاقة بنيت على أسس قوية من خلال جهود رؤساء فرنسا السابقين والحاليين، إضافة إلى الاعتراف بمغربية الصحراء وما يرتبط به من رهانات استراتيجية. ومن المتوقع أن تقوم فرنسا بافتتاح قنصلية ومركز ثقافي في الصحراء المغربية قريبا، مما يعزز التعاون الثنائي الذي يرتكز على تاريخ طويل ومكانة متبادلة بين البلدين.
حيث ان الاستثمارات المغربية افرنسية تساهم كذلك في دعم التبادل التجاري، إذ تعتبر السوق الفرنسية وجهة رئيسية للمنتجات المغربية، خاصة في قطاعي الفلاحة والصناعات الغذائية والصيد البحري . ومن خلال هذه الشراكة، تتيح الفرص أمام المغرب لتوسيع صادراته وتعزيز تنوع اقتصاده الوطني، مما يساهم في تحفيز النمو وخلق فرص عمل جديدة للشباب المغربي.
ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، يستمر الحوار بين المغرب وفرنسا في تعزيز هذه الشراكة، مع توجيه الاستثمارات نحو مجالات مبتكرة كالتكنولوجيا والطاقة المتجددة، مما يعكس التزام البلدين بتطوير علاقاتهما الاقتصادية لتحقيق مزيد من الرخاء والتنمية المشتركة.