مراكش:اسماعيل البحراوي
عُرض فيلم “لي وقع فمراكش يبق فمراكش”مساء أمس السبت،بإحدى القاعات السينمائية بمراكش،بحضور بطل الفيلم عزيز حطاب،والممثل منصور بدري،الى جانب الفنانين حسن العلوي و عبد اللطيف الشگرة،على شرف مخرج الفيلم سعيد خلاف،الذي تحدث عن تجربته الفنية من خلال هذا العمل المستوحاة من بعض الاعمال الامريكية.
وفي تصريحه لميكرفون “الحوار بريس” أكد خٓلاّف أنه كان مولوع بزيارة مدينة مراكش،حيث أحبها كثيرا،وله فيها الكثير من المغامرات،التي كان حلمه أن يترجمها لعمل فني،وبعد 14 سنة من التجربة الفنية،استطاع ان يحقق حلمه هذا،الذي عبّر فيه عن مغامراته من خلال شخصيتين من مستويات اجتماعية مختلفة،انطلقا من مدينة الدار البيضاء في اتجاه مدينة مراكش بحثا عن المتعة الجنسية في قالب كوميدي استحضر فيه المخرج نوع من السلوكيات غير الأخلاقية و التي سنكشف عنها من داخل القاعدة الصحفية :”الخبر مُقدس والتعليق حر”.
إذا كانت رسائل الفيلم بٌنيت على دراسات في علم النفس وعلم الاجتماع،فما المغزى من تنزيلها على مدينة مراكش؟
فالمغزى الحقيقي الذي اختار له المخرج تحت غطاء الفن،هو ضرب مجموعة من القيم الاخلاقية عرض الحائط،كان اولها المشهد الذي صُور بالدار البيضاء،عندما اعترض “بطيبيطة”سبيل جاره وواجهه بكلام زنقوي،مفاده انه حديث عهد بالزواج،فكيف لزوجته ان تكون حامل..فهذه رسالة مفهومة تفيد ان زوجته كانت عاهرة
بمعنى مفاده التعميم.
وفي مشاهد اخرى،لا للحصر،عند وصول “بوبكر رفيق و عزيز حطاب” لمدينة مراكش،كانت بداية عادية لإثارة العراء الفاحش للمرأة والبدخ الذي تعيشه من وراء المستور،حيث كشف الفيلم حقيقة عصابات تجار المخدرات والجنس والمال من داخل الملاهي الليلية.
وبالرغم من رتابة المشاهد،إلا أن هناك حضور الجسد واستحضار رسائل لغوية ذات طابع زنقوي،تشدك شيئا ما لتحليل مابين السطور،الامر الذي كشفه الفيلم من داخل مخفر الشرطة،حينما هاجم صرصورا “سراق الزيت” بطل الفيلم،وتسلل اليه من داخل سرواله،مما اضطره الى خلعه قلقا بجانب المحروسين معه،حينها صادف صديقه المشهد بعد عودته،متعجبا من المشهد ذاته..وفي السياق ذاته خاطبه أحد المحروسين بعبارة لها دلالة واحدة وهي “المثلية”:”باش هاذ سراق الزيت احسن منا”.
يصعب جدا أن تختزل زيارتك لمدينة مراكش الحمراء،في البحث عن المتعة الجنسية،أو تناول المخدرات،كما يصعب عليك أن تستوعب جمالية المدينة في الملاهي الليلية،او المسابيح الدافئة،او غيرها من عوالم المتعة الظلامية.
أنت ستزور مراكش كي تزورها مرةً أخرى،بعد اكتشافك لمآثرها التاريخية،وجود وكرم أهاليها،و زهد علماءها وحياء نساءها…إنها “أرض الله”، لأنها أرض الإنسانية جمعاء.