الوضع المزري لطريق جماعة أولاد دليم: معاناة السكان في وجه الاستغلال المفرط
تعاني جماعة أولاد دليم من تدهور حاد في حالة إحدى الطرق الحيوية بالمنطقة، والتي تُعتبر شرياناً رئيسياً لربط أكثر من 14 دواراً بالعالم الخارجي. هذه الطريق، التي كانت تسهّل حياة السكان وتربطهم بمحيطهم، أصبحت اليوم مثالاً حياً على الإهمال والاستغلال غير القانوني.
لقد كان السبب الرئيسي وراء هذا الوضع المأساوي هو الاستغلال المفرط للطريق من قبل إحدى شركات تكسير الحجارة التي تعمل بالمنطقة. وبطريقة عشوائية، سخّرت الشركة الطريق لأغراضها التجارية الثقيلة دون أي اعتبار للأضرار الهيكلية التي لحقت بالطريق، ما تسبب في تآكل بنيتها وتدهور حالتها. الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على تنقل السكان وتسبب في عزلة شبه كاملة للعديد من الدواوير، لاسيما خلال فصل الشتاء حيث تصبح الطريق شبه مستحيلة الاستعمال.
لم يستطع السكان المتضررون الصمت إزاء هذا الوضع الكارثي. ففي السابع من الشهر الجاري، نظم العشرات منهم وقفة احتجاجية عبّروا خلالها عن غضبهم الشديد ورفضهم لاستمرار الوضع. رفع المحتجون شعارات تطالب بالإنصاف وإصلاح الطريق بشكل عاجل وتحميل الشركة المسؤولية عن الأضرار الناجمة.
وفي خضم هذه الاحتجاجات، أعلن السكان عن عزمهم التصعيد من أساليبهم الاحتجاجية إذا لم تُتخذ إجراءات ملموسة في أقرب وقت. واعتبروا أن تواصل الوضع على ما هو عليه لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة وتوسيع دائرة المتضررين.
إن الحالة التي آلت إليها هذه الطريق تسلط الضوء على إشكالية مزدوجة؛ من جهة، ضعف الرقابة على استغلال الموارد من طرف الشركات الخاصة، ومن جهة أخرى، غياب البنية التحتية القادرة على مواجهة الأعباء اليومية. وهو ما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات الوصية لوضع حد لهذا النزيف وإعادة الأمور إلى نصابها، ضماناً لحياة كريمة للسكان.
الحواربريس مراكش