رياضة

الدينامية السوسيومجالية للمرافق الرياضية بالمغرب

ياسين حسون

يعد موضوع الدينامية السوسيومجالية للمرافق الرياضية من بين المواضيع التي لها أهمية كبرى على المستوى الدولي. من خلال المكانة التي تحتلها المرافق الرياضية لدى الإنسان وعلاقته بالمجال ، (المركبات الرياضية ، الملاعب الرياضية ، القاعات المغطاة ، ملاعب سباق الخيل ، ملاعب التنس…).إن هذه المرافق تعد من بين المرافق العامة التي لها مكانة كبيرة لدى الإنسان و علاقته بالمجال وتأخذ طابعا دوليا ، وطنيا ، جهويا و محليا .عن طريق الاستثمارات بخصوص المرافق الرياضية و التي يتدخل فيها مجموعة من الفاعلين (وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، الجماعات الترابية ، القطاع الخاص ، جمعيات المجتمع المدني ).

لقد أعطت الدينامية المجالية وعلاقتها بالإنسان تطور المرافق الرياضية حسب حاجيات هذا الأخير ، تحولات كبرى في إطار العلاقات الإجتماعية و المرافق الرياضية ، و بالتالي ظهور فوارق متباينة إنطلاقا من المجال و علاقته بالإنسان مما جعل تعدد الحاجيات بخصوص المرافق الرياضية حسب طبيعة الثقافة الرياضية من خلال تعدد المجالات و علاقتها بالرياضة ، إن الأنشطة الرياضية تعرف تغيرا بين المركز و الضاحية حسب نوع الثقافة الرياضية السائدة بكل مجال .

فالمجال الجغرافي مجال ذا أهمية متميزة من خلال تأقلم الإنسان و المجال في إطار ثقافة رياضية وتختلف هذه الأخيرة حسب المجال الجغرافي و الإنسان في إطار نوعية الأنشطة الرياضية التي يمارسها و الرياضة المفضلة في إطار مجال جغرافي محدد .

وتختلف نوعية الأنشطة الرياضية بإختلاف المجالات الجغرافية ، و بإختلاف الفئات الإجتماعية بحيث أن الدينامية هي سيرورة التغيير و التطوير ، إستجابة للنمو الديمغرافي الذي يتطلب مجالات ومرافق رياضية مهمة ومتنوعة .

هذه الدينامية المجالية يكون للإنسان الدور الفعال في إطار علاقته بالمجال وعلاقته بالثقافة الرياضية ، و بالتالي فإن الدينامية المجالية تواكبها دينامية سوسيومجالية ، بإختلاف المجالات حيث نجد المجال الحضري الذي يتميز بتعدد الثقافات الرياضية ، في حين نجد المجال القروي أو الريفي الذي هو الأخر يعرف ثقافة رياضية حسب المجال الجغرافي .

إن المجال الجغرافي (جبال ، هضاب ، سهول ، سواحل…) ، يعد أحد العوامل الرئيسية و الفعالة في خلق أنشطة رياضية إنطلاقا من تأقلم الإنسان بهذا المجال ، و بالتالي فإن هذه الأنشطة الرياضية تعرف مواكبة من طرف جميع الفاعلين على المستوى الوطني ، الجهوي و المحلي . في إطار العلاقة التي تربط الإنسان بالمجال و التي تعطينا ثقافة أو ثقافات رياضية .

فدراسة موضوع الدينامية السوسيومجالية للمرافق الرياضية تعد من بين الدراسات التي لها أهمية كبرى ، لدراسة علاقة الإنسان بالمجال في إطار الأنشطة الرياضية ومواكبتها عن طريق إقامة المرافق الرياضية .

فهذه الأخيرة هي من بين المرافق العامة التي لها أهمية كبرى على المستوى الوطني من خلال (المركبات الرياضية ، الملاعب الكبرى …) على المستوى الجهوي (القاعات المغطاة ، المركبات السوسيورياضية للقرب ..) على المستوى المحلي ( الملاعب الرياضية ، ملاعب القرب الرياضي … ).إن للمرافق الرياضية دور كبير في الدينامية السوسيومجالية و التي يكون للإنسان الدور الرئيسي و المحوري في بلورة مشاريع و إستراتيجيات على المدى المتوسط و البعيد .

لقد أصبح للمرافق الرياضية دور كبير ، من خلال تنظيم وإستضافة الأنشطة الرياضية على المستوى الدولي ، الإفريقي ، الإقليمي و المحلي .

إن قطاع الرياضة بالمغرب ذا أهمية كبرى ، حيث عرف هذا القطاع دينامية نظرا لمكانة المغرب كبلد عربي إفريقي له من المؤهلات الطبيعية و البشرية محط أنظار العديد من المنظمات و الهيئات الدولية في إطار إستضافة الأنشطة و الملتقيات الرياضية .

فمن بين الإستراتيجيات نجد مشاريع ذات طابع رياضي من خلال المرافق الرياضية ، التي أصبحت تكتسي أهمية كبرى ، و بالتالي ضرورة فتح أوراش كبرى من مثيل المركبات الرياضية ، القاعات المغطاة ، حلبات ألعاب القوى …

فقطاع الرياضة يعد ورش من بين الأوراش الكبرى التي يراهن عليها المغرب في إطار تنظيم ملتقيات و أنشطة رياضية عالميا ، إفريقيا و محليا .

يعد الإنسان المحور الرئيسي في إطار الدينامية السوسيومجالية وعلاقتها بالمرافق الرياضية ، بالنظر إلى المجال الذي يعيش به ، وهنا تظهر العلاقة القائمة بين الإنسان ، المجال ، الثقافة الرياضية ، و الأنشطة الرياضية الممارسة حسب إختلاف الثقافة.

إن المجال يعرف متغيرات إجتماعية بخصوص الثقافة الرياضية و المرافق الرياضية بوجه عام ، فحركية الإنسان و المتمثلة في الأنشطة الرياضية تساهم في الدينامية السوسيومجالية في إطار بناء و تشييد المنشات و المرافق الرياضية (المركبات الرياضية ، مركبات سوسيورياضية ، القاعات المغطاة ، ملاعب سباق الخيل ، ملاعب التنس ….).

تعد الرياضة من بين القطاعات التي لها أهمية كبرى ، إنطلاقا من تعدد الفاعلين )وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة ، الجماعات الترابية،جمعيات المجتمع المدني ، الأندية الرياضية ، القطاع الخاص….).

وتتعدد المهام المنوطة بكل متدخل في إطار التنسيق الفعال و الإيجابي بين جميع الشركاء ، من أجل بناء وتشييد المنشات والمرافق الرياضية ، إنطلاقا من السياسة العامة التي تنهجها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة من أجل النهوض بهذا القطاع وفق منهجية ورؤية إستراتيجية للإهثمام بالبنية التحتية و التي تتمثل في المرافق الرياضية وتشجيع الجمعيات و الأندية الرياضية .

ولايمكن إغفال الجماعات الترابية ( الجهات ، العمالات و الأقاليم ، الجماعات الحضرية…..) في إطار إتفاقيات شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، جمعيات المجتمع المدني و الأندية الرياضية ، القطاع الخاص .

وكذلك في إطار المخططات الجماعية التي من بين أهدافها الإستجابة لحاجيات للمواطنين ، من خلال علاقة الإنسان بالمجال وعلاقته بالرياضة على وجه الخصوص عن طريق عقد اتفاقيات شراكة من أجل مواكبة هذه العلاقة السوسيومجالية وتشييد المرافق الرياضية .

إن تشييد وبناء المرافق الرياضية (المركبات الرياضية ، المركبات السوسيورياضية ، القاعات المغطاة ، ملاعب القرب الرياضي ، ملاعب كرة القدم ….) يتطلب جمعيات و أندية رياضية التي ستسهر على تنظيم الأنشطة الرياضية ، حسب الثقافة الرياضية السائدة بالمجال في إطار الملتقيات المحلية الإقليمية ، الجهوية ، الوطنية و الدولية .

فقطاع الرياضة بالمغرب يرتكز على الدور الذي تلعبه الجمعيات الرياضية في تأطير الشباب وفي التنشئة الإجتماعية للأفراد وصقل مواهبهم ، واندماجهم في المجتمع … وبالتالي فإن للجمعيات و النوادي الرياضية دور كبير في التنشئة الإجتماعية للفرد و الجماعة إنطلاقا من تنظيم الأنشطة الرياضية ، هذه الأخيرة وسيلة فعالة للإندماج في نسيج إجتماعي واحد وتجاوز كل ما يمكنه أن يكون عاملا في التموقع على الذات .

فالرياضة لها دور أساسي و إيجابي في مجال التربية الأخلاقية و التأثير الفعال في القيم و الثقافة ، مع العلم أن الرياضة هي ثقافة أو ثقافات متعددة من خلال تنوع الأنشطة الرياضية .

فالثقافة هي تنمية الملكات و المهارات العقلية و البدنية ، و بالتالي زيادة الوعي الرياضي ومكانة الرياضة كنشاط وثقافة بالنسبة للإنسان .إن توضيح وفهم التحولات السوسيولوجية التي يعرفها مكان إستقرار الإنسان أو المجال بصفة عامة ليس عملية نظرية أو تلقائية بل إن الأمر يتطلب دراسة المؤشرات الدالة على الدينامية و التطور الذي يعرفه الإنسان بالنظر إلى الرياضة بالمجال .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى