الفنيدق : محمدأمقران حمداوي
وأنت تشد الرحال من مدينة المضيق في اتجاه مدينة الفنيدق يطالعك شاطئ ممتد على مساحة تسع الأفق. رماله نظيفة بامتياز، ومياهه عذبة زرقاء تغري بالسباحة الصغار والكبار. إنه شاطئ الريفيين الذي تؤمه أمواج بشرية من كل حدب وصوب قصد الاستلقاء والاسترخاء والاستجمام. في هذا الشاطئ يوجد فضاء جميل للتنشيط يسمى القرية البيداغوجية. نصبتها هنا اتصالات المغرب ، وتدخل في إطار الحملة الوطنية لشواطئ نظيفة التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تحت شعار ” بحر بلا بلاستيك” وبمساندة اتصالات المغرب. في هذا الفضاء توجد إذاعة شاطئية يسهر عليها طاقم صحفي متميز يقدم خدمات إضافية للمصطافين مثل الإعلان عن ضياع بعض الأمتعة أو … ويوفر هذا الفضاء في فترة ما بعد الزوال ورشات للرسم والشطرنج وبعض الألعاب الجماعية. وبهذا الفضاء كذلك مكتبة شاطئية. لكن هذه المكتبة تندب حظها العاثر . ليس لها زبناء لا من الصغار ولا من الكبار . دخلت فضاء المكتبة فلم أجد إلا الفراغ .حز في نفسي هذا الواقع المرير الذي تعيشه المكتبة أو قل تلك العداوة التي توجد بين الطفل والكتاب . فقلت في نفسي : الكتاب حاليا ليس له جليس وإن كان في قديم الزمان خير جليس، وانصرفت لحالي وأنا ألعن زمن وسائل الاتصال والتواصل التي نفرتنا من الكتاب الورقي .